ارتفاع الدولار الأمريكي بعد تصريحات حذرة من رئيس الفيدرالي بشأن التيسير النقدي

ارتفع الدولار الأمريكي، اليوم الأربعاء، منتعشًا من أدنى مستوى له منذ ما يقرب من أسبوع، بعد أن اتخذ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، لهجة حذرة بشأن المزيد من التيسير النقدي، رغم أن الأسواق ما زالت تتوقع خفضين آخرين لأسعار الفائدة خلال العام الجاري.

الدولار الأمريكي

تراجع اليورو أمام الدولار بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية انخفاضًا غير متوقع في معنويات الأعمال الألمانية خلال سبتمبر، حيث هبط مؤشر "إيفو" لمناخ الأعمال إلى 87.7 نقطة من 88.9 نقطة في أغسطس، وسط توقعات اقتصادية ضعيفة، وسجل اليورو في أحدث التعاملات انخفاضًا بنسبة 0.5% إلى 1.1751 دولار، فيما ظل مستقرًا نسبيًا أمام العملات الأخرى مثل الجنيه الإسترليني والفرنك السويسري، وهو ما يعكس توجه المستثمرين نحو شراء الدولار.

كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% ليسجل 1.3467 دولار، بعد أن خسر 1% من قيمته في الأسبوع الماضي، بينما ظل مستقراً أمام اليورو عند 87.265 بنسًا.

توقعات الفائدة وترقب البيانات الأمريكية

تترقب الأسواق الآن توجهات السياسة النقدية للفيدرالي، مع توقعات بتخفيضات للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماعين المتبقيين لهذا العام، بالإضافة إلى خفض جديد في الربع الأول من عام 2026، وذلك تماشيًا مع توجيهات البنك المركزي في اجتماعه الأخير.

ويركز المستثمرون على البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، وعلى رأسها مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي يُعتبر مدخلًا رئيسيًا لتشكيل التوقعات بشأن الخطوات المقبلة للفيدرالي.

وقال فرانشيسكو بيسول، استراتيجي العملات الأجنبية في "ING"، إن ميزان المخاطر ما زال يميل ضد الدولار إذا جاء مؤشر PCE الأساسي عند 0.2% على أساس شهري، مما يعزز التوقعات بخفضين للفائدة هذا العام، ما لم تتفاقم الأوضاع الجيوسياسية في أوروبا، مشيرًا إلى أن تحركات الدولار جاءت محدودة نظرًا لأن باول أعاد تكرار وجهة النظر الحذرة التي كان قد قدمها الأسبوع الماضي.

وكان الدولار قد انتعش من أدنى مستوياته منذ أوائل عام 2022 بعد إعلان سياسة الفيدرالي الأسبوع الماضي، حيث جاءت تصريحات باول في المؤتمر الصحفي أقل تساهلاً مما توقعته الأسواق عقب التراجع الكبير في بيانات سوق العمل الأمريكية.

وأوضح جاي ميلر، كبير استراتيجيي الأسواق في "زيورخ للتأمين"، أن تركيز الأسواق لا يزال منصبًا على بيانات التضخم الأمريكية، محذرًا من أن أي ضعف إضافي في بيانات التضخم أو التوظيف قد يؤدي إلى إعادة تسعير تخفيضات الفائدة المقررة لنهاية العام.

أداء مؤشر الدولار والعملات العالمية

سجل مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، ارتفاعًا بنسبة 0.52% ليصل إلى 97.745 نقطة، محاولاً تعويض خسائره بعد جلستين متتاليتين من التراجع.

وقال جيمس كنيفتون، كبير متداولي العملات في "كونفيرا"، إن باول اعترف بغياب خيارات السياسة الخالية من المخاطر، محذرًا من أن التيسير المبكر قد يؤدي إلى ترسيخ التضخم، بينما قد تسبب القيود المفرطة أضرارًا غير ضرورية لسوق العمل.

ومن المقرر أن تلقي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، كلمة حول التوقعات الاقتصادية في وقت لاحق من اليوم، في وقت يترقب فيه المستثمرون أي مؤشرات جديدة حول سياسة الفيدرالي.

العملات الآسيوية والأسترالية

ارتفع الدولار أمام الين بنسبة 0.5% ليصل إلى 148.425 ين. وفي اليابان، أجاب المرشحون لزعامة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم عن أسئلة الصحفيين بشأن السياسات الاقتصادية، حيث أكدت المرشحة الأوفر حظًا، ساناي تاكايتشي، أن السياسة النقدية تظل في يد بنك اليابان، محذرة من أن أي ارتفاع في أسعار الفائدة قد يؤثر سلبًا على الرهن العقاري والاستثمارات المؤسسية.

واستقر الدولار الأسترالي عند 0.6605 دولار، بعدما محا خسارة طفيفة في وقت سابق، وذلك عقب صدور بيانات أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 3% في أغسطس، مقارنة بـ 2.8% في يوليو، وهو ما تجاوز متوسط التوقعات البالغ 2.9%، وتأتي هذه البيانات قبل أقل من أسبوع من اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي.

ورغم ارتفاع التضخم، تراجع مقياس رئيسي للتضخم الأساسي إلى 2.6%، ما جعل الأسواق تخفض توقعاتها لخفض الفائدة بحلول نهاية العام إلى 33% فقط، بحسب بيانات LSEG. 

ويرى محللون أن ارتفاع الأسعار ناجم جزئيًا عن انتهاء دعم الطاقة، وهو ما قد يخفف من تأثير القفزة في التضخم على قرارات السياسة النقدية المقبلة.

وانخفض الدولار النيوزيلندي ليسجل 0.5837 دولار، بعد إعلان وزيرة المالية النيوزيلندية، نيكولا ويليس، تعيين السويدية آنا بريمان، محافظًا للبنك الاحتياطي النيوزيلندي لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب، ومن المقرر أن تبدأ مهامها رسميًا اعتبارًا من الأول من ديسمبر المقبل.