أكد الدكتور إسلام ثروت، خبير أمن المعلومات، أن الهواتف الذكية، بمختلف أنواعها، تمثل بيئة خصبة للاختراقات والتجسس، سواء من خلال التطبيقات أو البرمجيات المثبتة مسبقًا على الأجهزة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه التقنيات تم تطويره بواسطة جهات لها خلفيات استخباراتية، بما فيها جهات إسرائيلية.
وأوضح ثروت، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن" على قناة الحدث اليوم، أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول قدرات التتبع والتجسس لم تكن موجهة حصريًا لشركة "سامسونج"، بل جاءت في إطار الإشارة إلى سيطرة بعض الجهات على التقنيات المتقدمة عالميًا، خاصة في مجالات البرمجيات.
وقال خبير أمن المعلومات: "الأخطر ليس في العتاد الصلب (الهاردوير)، بل في التطبيقات والبرمجيات التي نثبتها على أجهزتنا دون وعي بخلفيات الشركات المنتجة لها، حيث تشير تقارير إلى أن العديد منها طُوّر بواسطة أشخاص عملوا سابقًا في أجهزة استخبارات أجنبية، أبرزها الموساد والشاباك".
وفي رده على سؤال حول كيفية الحماية من هذا النوع من التهديدات، شدد على أن التعامل مع الهاتف الذكي يجب أن يكون بحذر شديد، وألا يُنظر إليه كجهاز آمن لحفظ البيانات الشخصية أو السرية، بل كأداة معرضة دائمًا للاختراق.
وأكد أن الحل الأكثر أمانًا يتمثل في العودة لاستخدام الهواتف التقليدية القديمة "غير الذكية"، مثل أجهزة "نوكيا" التي لا تعتمد على أنظمة تشغيل حديثة ولا تسمح بتثبيت تطبيقات.، ورغم صعوبة التخلي الكامل عن الهواتف الذكية في ظل الاعتماد المتزايد عليها، إلا أن الحذر في استخدامها أمر ضروري، وفق تعبيره.
وفيما يتعلق بإمكانية تصنيع هاتف محمول مصري بالكامل، أوضح ثروت أن مصر لا تملك حاليًا القدرة على تصنيع الهاتف بنسبة 100%، خصوصًا المكونات الدقيقة مثل الشرائح والرقائق الإلكترونية، والتي يتم إنتاجها في عدد محدود من الدول، على رأسها تايوان.
لكنه أشار إلى أن تطوير برمجيات محلية آمنة وأنظمة تشغيل وطنية يمكن أن يقلل بشكل كبير من حجم الاختراقات ويزيد من السيطرة على أمن المعلومات.