يعتزم وزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش غويال، زيارة العاصمة الأمريكية واشنطن في 22 سبتمبر الجاري، في محاولة لإعادة إحياء المفاوضات التجارية التي تعطلت منذ سنوات بين البلدين، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وتأتي هذه الزيارة بعد جولة جديدة من الحوار الأسبوع الماضي، وصفتها نيودلهي بأنها كانت "إيجابية" و"تطلعية".
تصاعد الضغوط الأمريكية ورسوم جمركية إضافية
تواجه الهند تصعيدًا في الإجراءات التجارية الأميركية، كان آخرها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات من الهند، ليرتفع بذلك إجمالي الرسوم إلى 50%.
ويُربط هذا القرار بموقف الهند من استمرار استيراد النفط من روسيا رغم العقوبات الغربية.
انهيار جولة محادثات وإلغاء زيارة أمريكية
تعرضت المحادثات لنكسة في أغسطس الماضي، حيث تم إلغاء زيارة وفد أميركي كانت مقررة لنيودلهي بين 25 و29 من الشهر نفسه، بعد رفض الهند تلبية مطالب أميركية تتعلق بفتح أسواقها الزراعية ومنتجات الألبان أمام الشركات الأميركية.
تراجع في حجم التجارة الثنائية وتحذيرات من تأثيرات أوسع
انعكست التوترات سريعًا على التجارة بين البلدين، حيث انخفضت الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة من 8.01 مليار دولار في يوليو إلى 6.86 مليار دولار في أغسطس.
وأصدر عدد من المصدرين تحذيرات من أن التأثير الحقيقي للرسوم الجديدة سيبدأ بالظهور خلال سبتمبر، مع دخول الإجراءات العقابية حيز التنفيذ.
ضربة لصناعة التكنولوجيا الهندية
في خطوة إضافية أثارت استياء نيودلهي، أعلنت واشنطن فرض رسم سنوي قدره 100 ألف دولار على كل تأشيرة عمل من فئة H1B، وهي الفئة التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا الهندية بشكل رئيسي لإرسال خبرائها للعمل في السوق الأميركية.
وتعتبر الهند هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لصناعة تكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية التي تُعد من أهم مصادر دخلها القومي.
خلافات مستمرة بشأن الزراعة والألبان
من أبرز النقاط الخلافية المستمرة في المفاوضات، إصرار الولايات المتحدة على دخول شركاتها إلى الأسواق الهندية في قطاعي الزراعة والألبان، وهو مطلب تتحفظ عليه الهند بشدة، حرصًا منها على حماية ملايين المزارعين وصغار المنتجين المحليين.
الهند تسعى لتخفيف القيود وزيادة ثقة المستثمرين
من جهتها، تسعى نيودلهي إلى تسوية شاملة تخفف من الضغوط التجارية الأميركية وتُعيد الاستقرار للعلاقات الاقتصادية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتفاقمة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتأمل الحكومة الهندية أن تُفضي المحادثات المقبلة إلى إزالة العراقيل أمام صادراتها، بما يُعزز ثقة المستثمرين العالميين في السوق الهندية.