في خطوة غير مسبوقة، تتحرك كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، مثل غوغل ومايكروسوفت، لدعم مشروع ثوري يهدف إلى رصد الكوارث الغذائية المحتملة عبر الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي، بعيدًا عن آليات التحذير التقليدية التي تعتمد على الحكومات أو حتى الأمم المتحدة.
الفكرة، رغم بساطتها، تحمل في طياتها إمكانات خطيرة كما تصفها "بلومبرغ". المشروع يعتمد على ما يشبه "خطًا ساخنًا مع الفضاء"، حيث تُحلل صور الأقمار الصناعية بمساعدة خوارزميات متقدمة للتعرف على الكوارث الزراعية في مراحلها الأولى، سواء كانت فيضانات في باكستان، أو حرائق في أوروبا، أو موجات جفاف مدمرة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
هل يمكن لصور الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي إنقاذ العالم من المجاعة القادمة؟#العربية_Business pic.twitter.com/C3p4NFwOPH
— العربية Business (@AlArabiya_Bn) September 20, 2025
ووفقًا للتقارير، فإن نحو 8% من سكان العالم واجهوا الجوع العام الماضي، فيما نزح أكثر من 4 ملايين شخص في باكستان وحدها بسبب الفيضانات. كما شهدت الصين وأوروبا موجات حر شديدة وسيولاً مدمّرة أدت إلى تلف كبير في المحاصيل الزراعية.
هنا تظهر القيمة المضافة للأقمار الصناعية، حيث تتيح تقدير الفاقد الزراعي فور وقوع الكارثة، وتمكّن الجهات المعنية من التحوط السريع والتخطيط لإدارة الأزمات قبل أن تتحول إلى مجاعات شاملة.
ورغم ارتفاع الطلب عالميًا على هذه التحليلات المتقدمة، فإن القدرة على تلبية هذه الحاجة ما زالت محدودة، نظرًا لحاجة هذا القطاع إلى تمويلات ضخمة واستثمارات تكنولوجية مستمرة في الفضاء.
يرى خبراء أن هذه التقنية ستكون أداة رئيسية في معركة العالم ضد الجوع والفقر الغذائي، حيث تتحول التكنولوجيا من مراقبة الكوارث بعد وقوعها، إلى التنبؤ بها قبل أن تبدأ.