دراسة تكشف الحياة الخفية للفئران في شوارع نيويورك.. مجتمع موازٍ يتحدى البشر بأمريكا


الجريدة العقارية السبت 20 سبتمبر 2025 | 12:19 مساءً
دراسة تكشف الحياة الخفية للفئران في شوارع نيويورك
دراسة تكشف الحياة الخفية للفئران في شوارع نيويورك
وكالات

في واحدة من أكثر الدراسات العلمية إثارة للاهتمام، سلط فريق من الباحثين في نيويورك الضوء على الحياة الخفية للفئران داخل المدينة، كاشفًا كيف استطاعت هذه القوارض أن تتكيف مع بيئة حضرية مزدحمة ومعقدة مثل نيويورك، لتعيش في "مجتمع موازٍ" يتقاطع يوميًا مع حياة البشر.

وتشير التقديرات إلى وجود ما يقارب ثلاثة ملايين فأر في المدينة، بمعدل فأر واحد لكل ثلاثة أشخاص تقريبًا، ومعظمها من الفصيلة البنية النرويجية Rattus norvegicus التي وصلت على متن السفن منذ القرن الثامن عشر. وخلال نحو 500 جيل متعاقب، طورت هذه الفئران طفرات وراثية ساعدتها على التكيف مع الغذاء المتاح، والأجواء المزدحمة، والظروف البيئية الصعبة.

الفئران

استخدم الباحثون تقنيات متقدمة بينها كاميرات حرارية وأجهزة تسجيل صوتي لاسلكية لرصد "حوارات" الفئران، التي تتواصل عبر موجات فوق صوتية لا يسمعها البشر، بل إن بعضها قد يتجاوز في شدته أصوات صافرات سيارات الإسعاف. وتوضح إيميلي ماكفيشيوس، أخصائية طب الأعصاب، أن "الفئران كائنات ثرثارة ولها لغة سرية"، فيما وصفها الباحث رالف بيترسون بأنها "اجتماعية ومرنة وقادرة على الصمود".

الدراسة كشفت أيضًا عن أدوار اجتماعية داخل مستعمرات الفئران، حيث تتحرك الفئران الأصغر في جماعات تصل إلى 20 فردًا كأنها تتعلم سلوكيات البقاء، بينما تتولى الفئران الأكبر حجمًا مهمة الاستكشاف ونقل المعلومات لبقية المستعمرة، ما يثير تساؤلات حول "تراتبية اجتماعية" لدى هذه القوارض.

ورغم محاولات إبادة الفئران بالسم أو الحملات التقليدية، يحذر الخبراء من أن هذه الأساليب غالبًا ما تكون بلا جدوى، نظرًا لقدرة الفئران على التكاثر السريع؛ إذ تصل لمرحلة الإنجاب بعد شهرين فقط، وتضع ما بين 6 و12 مولودًا في المرة الواحدة.

ويؤكد الباحثون أن الحل يكمن في تغيير البيئة الحضرية لتصبح أقل ملاءمة للفئران، عبر إزالة تجمعات القمامة والعشب غير المشذب، بل وابتكار تقنيات مثل أنظمة روبوتية وأدوات مراقبة لتتبع حركتها. وبينما يختلف سكان نيويورك حول الكثير من القضايا، يبدو أنهم اتفقوا على أمر واحد: الفئران جزء لا ينفصل عن المدينة، تمامًا مثل البشر.