محافظ الفيدرالي الجديد ينفي تدخل ترامب: لم أتلقَ أي توجيه بشأن الفائدة وسأعرض رؤيتي الإثنين المقبل


الجريدة العقارية الجمعة 19 سبتمبر 2025 | 09:49 مساءً
محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ستيفن ميران
محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ستيفن ميران
محمد شوشة

دافع محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ستيفن ميران، اليوم الجمعة، عن نفسه كصانع سياسات مستقل، مؤكدًا أنه لم يتلق أي توجيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قراراته المتعلقة بخفض أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أنه سيطرح شرحًا مفصلًا لوجهة نظره الاقتصادية في خطاب مرتقب يوم الاثنين المقبل.

وقال ميران، الذي انضم مؤخرًا إلى البنك المركزي قادمًا من إدارة ترامب وكان في إجازة هناك، إنه عارض قرار خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية خلال اجتماع السياسة النقدية الأخير، مؤكدًا أنه سيعرض بالتفصيل الحسابات الاقتصادية التي قادته إلى هذا الموقف، موضحًا: "سأقدم شرحًا كاملاً لآرائي الاقتصادية، وسأتناول بالتفصيل الدقيق الاقتصاد والحسابات وراء الوصول إلى هذه الأرقام".

خفض أسعار الفائدة الأمريكية

يرى ميران أن معدل الفائدة المحايد هو الإطار الأنسب للاقتصاد الأمريكي، في ظل غياب ضغوط تضخمية كبيرة، متوقعًا أن تكاليف الإسكان ستشهد انخفاضًا بفعل السياسات الصارمة على الهجرة، التي تؤدي إلى تقليل الطلب على العقارات.

وأكد ميران أنه كان المؤيد الوحيد داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مضيفًا: "شعرت أنني مدين للعالم بتفسير سبب اختلاف وجهات نظري إلى هذا الحد"، مشيرًا إلى أنه أدى اليمين الدستورية قبل الاجتماع بساعة واحدة فقط، وأنه سيواصل في الأسابيع المقبلة عرض حججه بتفصيل أكبر.

وفيما يتعلق باتصالاته مع الرئيس ترامب، قال ميران: "لقد اتصل بي صباح الثلاثاء لتهنئتي، وكان هذا كل شيء، ولم أتحدث معه عن كيفية تصويتي أو عن نقاطي في جدول أسعار الفائدة والتوقعات الاقتصادية الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي، وسأقوم بتحليل مستقل مبني على تفسيري للبيانات والاقتصاد، ولم يُطلب مني القيام بأي إجراءات معينة".

وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد خفض، الأربعاء الماضي، سعر الفائدة القياسي إلى نطاق يتراوح بين 4% و4.25%، وهو أول تغيير منذ عودة ترامب إلى منصبه، وجاء مدعومًا من مسؤولين آخرين عيّنهم الرئيس.

وأشارت بيانات البنك إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل مخاطر متزايدة تواجه سوق العمل.

بدوره، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إن ضعف سوق العمل يبرر خفض أسعار الفائدة الحالي وربما المزيد من التخفيضات في الاجتماعين المقبلين، مضيفًا: "أعتقد أن خطر الارتفاع الحاد في البطالة يستدعي من اللجنة اتخاذ بعض الإجراءات لدعم سوق العمل"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن مخاطر عودة التضخم بسبب الرسوم الجمركية تبقى محدودة.

وأوضح كاشكاري أن دخول ميران إلى اجتماع السياسة النقدية لم يكن مختلفًا عن أي انتقال آخر، مضيفًا: "كان مثل أي انتقال آخر حيث يأتي شخص ما ويُرحب به الجميع على الطاولة، ثم واصلنا أعمالنا كالمعتاد. الأمر اللافت للنظر في هذا الاجتماع هو مدى عدم أهميته".

إقالة حاكمة الفيدرالي ليزا كوك

كما شدد كاشكاري على أن الأسواق والكونجرس ما زالت تثق في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، مؤكدًا أن هناك تقديرًا واسعًا في واشنطن وخارجها لأهمية بقاء البنك المركزي مستقلاً، لافتًا إلى أن المحاكم الفيدرالية منعت في وقت سابق مساعي إدارة ترامب لإقالة حاكمة الفيدرالي ليزا كوك.

وأشار كاشكاري إلى أن التطورات الأخيرة في سوق السندات، مع انخفاض عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى نحو 4.1%، أظهرت أن المستثمرين يثقون في قدرة الاحتياطي الفيدرالي على التحكم في التضخم بعيدًا عن الضغوط السياسية.

ويأتي هذا الجدل في وقت يترقب فيه المستثمرون خطاب ستيفن ميران المرتقب يوم الاثنين، حيث من المتوقع أن يعرض بالتفصيل رؤيته بشأن خفض أسعار الفائدة بشكل أوسع، مخالفًا بذلك الإجماع داخل الفيدرالي الذي يميل نحو نهج تدريجي وحذر لتجنب المخاطر المرتبطة بالتضخم وسوق العمل.