شدد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، على أن التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر لم تعد ترفًا بل أصبحت عناصر محورية في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن الاهتمام بها ضرورة قصوى في ظل التحديات المتزايدة.
وفي حوار له عبر قناة القاهرة الإخبارية مع الإعلامية دينا سالم، أوضح محيي الدين أن أي عملية تنموية حقيقية لا يمكن أن تنجح إلا إذا انطلقت من الداخل عبر تعبئة الموارد الوطنية وتوظيف التنوع الاقتصادي، مشيرًا إلى أن مصر تملك إمكانات استثنائية في مجالات الزراعة والصناعة، إضافة إلى ثراءها الأثري والبشري، ما يمنحها قدرة كبيرة على دفع عجلة التنمية.
وأكد محيي الدين أن قطاع السياحة يعد من أهم الروافد القادرة على تعزيز الاقتصاد المصري، موضحًا أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيمثل إضافة نوعية لمكانة مصر على الخريطة السياحية العالمية. وأشار إلى أن زيادة أعداد السائحين، إلى جانب ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج، أسهمت في تحقيق فائض ملحوظ بالحساب الجاري خلال العام الجاري.
وأشار محيي الدين إلى أن أهداف التنمية المستدامة التي بدأت عام 2015 وتنتهي في 2030 تقترب من خطها النهائي، حيث سيُقيَّم أداء الدول وفق ما حققته في مجالات مكافحة الفقر والتعليم والصحة والأمن الغذائي والطاقة والمياه وتوفير فرص العمل، إضافة إلى التكيف مع التغيرات المناخية.
وبيّن أن إنجاز هذه الرؤى يتطلب ثلاثة عناصر أساسية: التمويل، وتوافر المعرفة والتكنولوجيا، والقدرات المؤسسية القادرة على التنفيذ، إلى جانب وجود محفزات لتغيير السلوك العام نحو الأفضل. وأكد أن غياب التمويل أو ضعف الأطر القانونية سيشكل عقبة أمام أي تقدم حقيقي.
كما أشار إلى ضرورة تهيئة المجتمع عبر محفزات لتغيير السلوك نحو أنماط أكثر استدامة، محذرًا من أن ضعف البنية القانونية أو غياب التمويل الكافي يمثلان عقبتين أساسيتين قد تعرقلان جهود أي دولة في تحقيق تقدم ملموس.