«دييلا».. أول وزير ذكاء اصطناعي في العالم تعلن عنه ألبانيا لمحاربة الفساد


الجريدة العقارية الاثنين 15 سبتمبر 2025 | 10:24 صباحاً
أول وزير ذكاء اصطناعي
أول وزير ذكاء اصطناعي
أحمد سيد

في خطوة غير مسبوقة عالميًا، أعلنت ألبانيا عن تعيين أول "وزير" في حكومتها يعمل بالكامل بتقنية الذكاء الاصطناعي، في محاولة جريئة لجعل الإدارة العامة في البلاد خالية تمامًا من الفساد.

أول وزير ذكاء اصطناعي

وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الدولة الواقعة في منطقة البلقان إلى تسريع مسار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030.

الوزير الرقمي يحمل اسم دييلا Diella

الوزير الرقمي الجديد يحمل اسم دييلا (Diella) – وتعني "الشمس" باللغة الألبانية – وقد بدأ منذ يناير/كانون الثاني الماضي بتقديم خدمات إرشادية للمواطنين عبر الإنترنت، مساعدًا إياهم في الوصول إلى الخدمات الحكومية وتقديم الطلبات الرقمية.

غير أن الإعلان الرسمي عن تعيين دييلا كوزير ضمن أعضاء الحكومة جاء هذا الأسبوع على لسان رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، الذي أكد خلال مؤتمر صحفي أنها أصبحت رسميًا جزءًا من التشكيلة الوزارية، واصفًا إياها بأنها "أول عضو في الحكومة لا وجود مادي له، بل تم إنشاؤه افتراضيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي".

وأشار راما إلى أن دييلا ستتولى مسؤولية الإشراف على جميع قرارات المناقصات العامة في البلاد، بهدف ضمان نزاهتها وجعلها "خالية تمامًا من الفساد". وأضاف أن القرار يشكّل تحولًا نوعيًا نحو الشفافية الحكومية، موضحًا أن سلطة اتخاذ قرارات الترسية في المناقصات ستُنقل تدريجيًا من الوزارات إلى دييلا، ضمن عملية وصفها بـ"المرحلية والمنظمة".

وأكد أن كل إنفاق عام يتم ضمن هذا الإطار سيكون خاضعًا للرقابة العامة الكاملة.

ويُعد الفساد أحد أبرز التحديات التي تواجه ألبانيا، وقد شكّل لسنوات طويلة عقبة رئيسية في طريق انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. ففي تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2024، جاءت ألبانيا في المرتبة 80 من أصل 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد، ما يعكس استمرار الشكوك حول نزاهة مؤسساتها العامة.

ويرى مراقبون أن إدخال الذكاء الاصطناعي في مستويات اتخاذ القرار داخل الدولة يمثل خطوة جريئة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر القانونية والسياسية، إلا أن الحكومة الألبانية تراهن على أن اعتماد التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يحد من التدخلات البشرية والانحيازات السياسية في توزيع المال العام.

ومنذ إطلاقها، جرى تصوير دييلا كشخصية "أنثوية" ترتدي الزي الألباني التقليدي، في محاولة لربط الهوية الرقمية بالتراث الوطني. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الصورة الرمزية ستظل كما هي مع توسع دورها داخل الحكومة.

ويأتي الإعلان عن هذا التعيين بينما يستعد رئيس الوزراء راما للكشف عن تشكيل حكومي جديد، عقب فوزه في انتخابات مايو/أيار الماضي لولاية جديدة. ومن المتوقع أن تتسم التشكيلة القادمة بطابع تجديدي، خاصة على صعيد استخدام التكنولوجيا في العمل الحكومي.

وإذا نجحت تجربة دييلا، فقد تشكّل نموذجًا عالميًا جديدًا في مجال الحوكمة الرقمية، وتفتح الباب أمام اعتماد الذكاء الاصطناعي في مواقع صنع القرار الحكومي حول العالم. إلا أن نجاح هذه التجربة سيعتمد في النهاية على قدرتها على تحقيق الشفافية ومكافحة الفساد في بلد لا يزال يواجه تحديات كبيرة في هذا المجال.