في أحدث تطور ضمن سباق الاستحواذات في قطاع السلع الفاخرة، حصل الملياردير الفرنسي برنار أرنو، رئيس مجموعة LVMH، على أفضلية بارزة في محاولته المحتملة للاستحواذ على جزء من إمبراطورية "أرماني"، وذلك بعد الكشف عن تفاصيل وصية جورجيو أرماني التي توفي الأسبوع الماضي.
الوصية تفتح الباب للاستحواذ
بحسب تقرير لوكالة "بلومبرج"، تنص وصية المصمم الراحل على إمكانية بيع حصة أولية بنسبة 15% من "مؤسسة أرماني" إلى واحدة من أربع شركات فقط:
LVMH
EssilorLuxottica
L’Oréal
أو أي كيان آخر بمكانة مماثلة، خلال فترة زمنية لا تتجاوز 18 شهراً.
وهو ما يضع أرنو في مقدمة المتنافسين، خصوصاً أن مثل هذه الأصول نادراً ما تُعرض للبيع، وإن تم الاستحواذ عليها، فلا تعود إلى السوق مجدداً في الغالب.
لماذا تمثل "أرماني" فرصة مغرية؟
تمتلك "أرماني" جاذبية خاصة في السوق العالمي، كونها واحدة من أكثر العلامات التجارية شهرة وتأثيراً. فالكثيرون حول العالم يرتبطون بها بذكريات أول بدلة أنيقة، أو عطر فاخر، أو نظارات تحمل اسمها، ما يجعلها أيقونة ثقافية بقدر ما هي علامة تجارية.
وعلى الصعيد المالي، حققت الشركة مبيعات سنوية بلغت 2.3 مليار يورو في العام الماضي. وإذا تم تقييمها بناءً على مضاعف ثلاث مرات للإيرادات، فقد تصل قيمتها السوقية إلى نحو 10 مليارات يورو، ما يجعلها من بين الفرص القليلة التي يمكن أن تحدث فرقاً حقيقياً في محفظة أرنو الضخمة.
مجالات واعدة وفرص غير مستغلة
رغم أن تركيز "أرماني" التقليدي كان منصباً على الملابس، إلا أن هناك إمكانات نمو واسعة في مجالات مثل:
المنتجات الجلدية: وهي مصدر الربحية الأساسي في قطاع الرفاهية.
مستحضرات التجميل والعناية الشخصية: حيث يمكن استثمار اسم أرماني بقوة.
الضيافة الفاخرة: وهو مجال رائد فيه أرماني، وقد بدأ منذ سنوات في تحويل تجربة العملاء إلى عنصر أساسي في الفخامة.
التحدي:
هيكل معقّد من العلامات التجارية
رغم قوتها، إلا أن شركة "أرماني" تعاني من تشعب العلامات الفرعية، مما يجعل هويتها التجارية غير واضحة. تشمل المجموعة:
Armani Privé
Emporio Armani
Armani Exchange
Armani Jeans
هذا التعدد يجعل من الضروري تبسيط الهيكل لتقديم علامة أكثر وضوحاً واتساقاً في السوق العالمي.
منافسون محتملون ولكن بفرص أقل
إلى جانب LVMH، هناك شركتان تم ذكرهما بالاسم في الوصية، هما EssilorLuxottica وL'Oréal. ورغم اهتمام محتمل من جهات أخرى، مثل:
Exor التابعة لعائلة أنييلي
Kering، لكنها تفتقر إلى القدرة المالية اللازمة
Richemont التي تتّسم بالحذر
Prada التي تركز حالياً على استيعاب Versace
إلا أن كبرى هذه الأسماء قد تواجه صعوبات في تأمين التمويل أو تلبية شروط الاستحواذ التدريجي الواردة في الوصية، والتي تقضي ببيع حصة إضافية تتراوح بين 30% و54.9% خلال خمس سنوات للمشتري نفسه.
لماذا LVMH هي الأوفر حظاً؟
بالإضافة إلى ذكر اسمها صراحة في الوصية، تمتلك LVMH:
ميزانية قوية جداً
خبرة طويلة في عمليات الدمج والاستحواذ
قدرة عالية على تطوير العلامات التجارية
ورغم التحديات التي تواجهها بعض وحدات المجموعة، مثل تباطؤ مبيعات Dior وضعف أداء وحدة النبيذ، إلا أن أرنو يرى في "أرماني" فرصة استراتيجية لا تتكرر كثيراً.
توقيت معقّد ولكن الفرصة لا تُفوّت
ربما لا يكون التوقيت مثالياً لأرنو، في ظل الضغوط على أداء بعض العلامات داخل LVMH، إلا أن "أرماني" تظل بمثابة القطعة المفقودة في أحجية الفخامة. وهو ما يدفع أرنو إلى التحرك بحذر ولكن بثقة، مستنداً إلى رؤيته الطويلة الأمد في مجال التوسع المدروس.