تشهد أسواق الذهب العالمية واحدة من أطول موجات الصعود منذ عقود، حيث تتداول الأوقية حالياً عند مستوى يقارب 3643 دولاراً، وهو ما فتح شهية المستثمرين على البحث عن أدوات استثمارية آمنة تتيح لهم الاستفادة من هذه القفزة التاريخية، وفي مقدمتها صناديق الذهب المتداولة (ETFs).
طفرة غير مسبوقة في أصول الصناديق الأمريكية
ووفق بيانات مجموعة بورصات لندن المالية، سجلت أصول صناديق الذهب المتداولة الأمريكية مستوى قياسياً بلغ 215 مليار دولار، بعدما تضاعفت قيمتها خلال العامين الماضيين، واستحوذت هذه الصناديق حتى تاريخه على نحو 279 طناً من الذهب، لتتفوق على نظيراتها في أوروبا وآسيا التي تدير مجتمعةً أصولاً بقيمة 199 مليار دولار.
هذا الإقبال يعكس ثقة متزايدة لدى المستثمرين في المعدن النفيس كملاذ آمن، خصوصاً مع تسجيل أسعار الذهب أكبر ارتفاع لها منذ سبعينيات القرن الماضي.
المحللون يربطون هذا الاتجاه بعدة عوامل؛ أبرزها التوترات الجيوسياسية الممتدة من الحرب في غزة إلى النزاع في أوكرانيا، وهو ما يدفع المستثمرين إلى الاحتماء بالذهب بعيداً عن تقلبات العملات.
كما لعبت السياسات الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك فرض رسوم جمركية على عشرات الشركاء التجاريين، دوراً في زيادة الميل نحو تنويع الاستثمارات بعيداً عن الدولار.
إلى جانب ذلك، تواصل البنوك المركزية في أنحاء العالم تعزيز احتياطياتها من الذهب، وهو ما يدعم الطلب طويل الأجل. وتشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن نحو 95% من البنوك المركزية تتوقع زيادة الاحتياطيات خلال العام المقبل، ما يفتح الباب أمام استمرار السوق الصعودية.
مستقبل الذهب
ارتفعت أسعار الذهب في عام 2024 وحده بنسبة 26%، قبل أن تسجل قفزة إضافية تقارب 40% منذ بداية 2025، ما يجعل المعدن الأصفر واحداً من أكثر الأصول ربحية على مستوى العالم.