الكويت في الصدارة.. البنوك الإسلامية تحقق طفرة هائلة في الخليج

كشف تقرير حديث صادر عن شركة "موديز" لخدمات المستثمرين أن البنوك الإسلامية في دول الخليج العربي حققت أداءً اقتصادياً أفضل من البنوك التقليدية خلال العام الماضي، متفوقة عليها في مؤشرات رئيسية للربحية وجودة الأصول.

وأشار التقرير إلى أن هذا الأداء الإيجابي مدفوع بالطلب المتزايد على المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، فضلاً عن النمو الاقتصادي غير النفطي المستمر والمبادرات الحكومية الداعمة.

نمو مستدام وتفوق في المؤشرات الرئيسية

أوضح التقرير أن البنوك الإسلامية في المنطقة تمكنت من الحفاظ على مستويات مرتفعة من الربحية، مستفيدة من جهود الحكومات في تنويع مصادر الدخل.

وتوقعت "موديز" أن يستمر هذا الأداء القوي خلال الأشهر الـ18 المقبلة، حيث ستبقى عائدات أصول البنوك الإسلامية أعلى من نظيراتها التقليدية.

ويعود هذا التفوق إلى امتلاك هذه البنوك احتياطيات كافية من رأس المال والسيولة، ما يضعها في موقع جيد لتحقيق المزيد من النمو.

كما أشار التقرير إلى أن جودة أصول البنوك الإسلامية ظلت مستقرة في عام 2024، حيث انخفضت نسبة القروض المتعثرة في أسواق مثل السعودية والإمارات، بينما بقيت مستقرة في بقية الدول الخليجية، عند مستويات تماثل أو تقل عن البنوك التقليدية.

الكويت في صدارة المؤشرات الخليجية

أفرد تقرير "موديز" مساحة خاصة لقطاع التمويل الإسلامي في الكويت، مشيراً إلى أنه ثالث أكبر سوق إقليمي بعد السعودية والإمارات، حيث بلغت حصة البنوك الإسلامية 44% من إجمالي التمويل المصرفي.

وحققت البنوك الإسلامية الكويتية نمواً أكبر في التمويل والودائع مقارنةً بالبنوك التقليدية، كما سجلت أعلى نسبة تغطية للقروض المتعثرة في منطقة الخليج بنحو 217%.

وأكدت الوكالة أن الإصلاحات القانونية الأخيرة في الكويت، مثل قانون الدين العام الجديد وقانون الرهن العقاري، ستعزز من ربحية البنوك الإسلامية وقدرتها على إدارة السيولة بشكل أفضل، مما يمكنها من استثمار الفوائض المالية في أصول سائلة عالية الجودة.

أسواق الخليج.. محركات النمو وعمليات الاندماج

في سياق متصل، لا تزال السعودية هي أكبر وأسرع أسواق البنوك الإسلامية نمواً، مدعومة بمبادرات رؤية 2030 التي تهدف إلى زيادة الملكية السكنية.

وأشار التقرير إلى أن غالبية عملاء البنوك الإسلامية في الخليج هم من موظفي القطاع الحكومي، مما يساهم في استقرار جودة أصولها.

وتوقع التقرير استمرار عمليات الاندماج في القطاع المصرفي الإسلامي، حيث تسعى البنوك إلى تعزيز حصتها السوقية وتحسين الإيرادات وخفض التكاليف.

وتُعد هذه الاندماجات فرصة للنمو غير العضوي، مثل إعلان بنك وربة والخليج الكويتيين عن خطط للاندماج، مما يعكس هذا الاتجاه الواضح في المنطقة.