قالت لوري هايتيان، مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمتخصصة في شؤون الطاقة، في مقابلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" إن قرار تحالف أوبك بلس زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أكتوبر يعكس ثقة بتحسن الطلب على النفط.
وأوضحت هايتيان أن أوبك بلس ترى أن الطلب على النفط في نمو مستمر، مما يجعل من الضروري زيادة الإنتاج لتعويض الانخفاضات الطوعية التي جرت في الفترات الماضية. وأضافت أن الزيادة المقررة تعتبر سقفًا للإنتاج المتوقع، لكنها لا تعني بالضرورة وصول كل هذه الكميات إلى السوق مباشرة، حيث تتفاعل الأسواق بشكل معتدل مع هذه التغييرات.
وأشارت إلى أن أسعار النفط شهدت ارتفاعات رغم زيادة الإنتاج، مدفوعة بظروف جيوسياسية غير مستقرة، خاصة فيما يتعلق بالصراع الروسي-الأوكراني والعقوبات المرتقبة على روسيا، إلى جانب التوترات في إيران.
وعن الدور السعودي في زيادة الإنتاج، أكدت هايتيان أن السعودية تسعى لاستعادة حصتها السوقية بعد فترة خفض طوعي للإنتاج، خصوصًا في السوق الآسيوية التي تميل إلى الاستعانة بالنفط الروسي والإيراني بأسعار أقل، ما دفع السعودية إلى العودة للمنافسة بقوة.
وحول التماسك داخل تحالف أوبك بلس، قالت إن هناك توافقًا نسبيًا حول سقف الإنتاج، مع مراعاة قدرة كل دولة على زيادة إنتاجها، مشيرة إلى أن الظروف الاقتصادية العالمية قد تستدعي تعديل السياسات الإنتاجية في المستقبل إذا تراجع الطلب بشكل حاد.
فيما يخص توقعات السوق، أوضحت هايتيان أن ارتفاع الأسعار حاليًا مدعوم بشكل رئيسي بالعوامل الجيوسياسية، مع توقعات بأن تتراوح الأسعار حول 66 دولارًا للبرميل، مع احتمالات لانخفاض الأسعار إذا حدث ركود اقتصادي عالمي.
وأضافت أن الصين تتابع استراتيجيتها بتخزين النفط بأسعار منخفضة، مما يعكس حرصها على الاستعداد لأي تغييرات سياسية أو اقتصادية قادمة.
وختمت بالتأكيد على أن السوق ستظل تحت المراقبة الحثيثة لأداء الطلب والنمو الاقتصادي، خاصة مع تقلبات السياسات النقدية الأمريكية وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد العالمي.