شهدت أسواق المال الأمريكية، يوم الاثنين 8 سبتمبر، حالة من النشاط الملحوظ مع صعود مؤشرات وول ستريت قبيل صدور بيانات اقتصادية محورية هذا الأسبوع، في مقدمتها تقارير التضخم التي يترقبها المستثمرون عن كثب.
فقد تمكن مؤشر ناسداك، المعتمد على أسهم التكنولوجيا، من تسجيل رقم قياسي جديد بعدما ارتفع بنسبة 0.7% خلال الجلسة، فيما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3%، بينما أضاف مؤشر داو جونز الصناعي نحو 87 نقطة تعادل 0.2%.
وجاء الأداء القوي بدعم من أسهم التكنولوجيا الكبرى، حيث ارتفعت أسهم برودكوم بنسبة 3%، إلى جانب مكاسب لافتة لأسهم إنفيديا التي استعادت جزءًا من خسائرها الشهر الماضي، كما صعدت أسهم ميتا وأمازون ومايكروسوفت.
ويرى خبراء أن الزخم الحالي يعكس استمرار الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة به، ليس فقط من جانب الشركات العملاقة، بل أيضًا من شركات متوسطة الحجم في القطاع.
وينتظر المستثمرون هذا الأسبوع صدور مؤشر أسعار المنتجين لشهر أغسطس يوم الأربعاء، يليه مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس، وهما من أبرز المؤشرات التي ستحدد مسار السياسة النقدية الأمريكية.
وتأتي هذه الترقبات في أعقاب بيانات الوظائف التي جاءت أضعف من المتوقع، ما عزز التقديرات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب، وسط توقعات بأن يصل الخفض إلى نصف نقطة مئوية.
ويرى محللون، من بينهم خبراء في مورغان ستانلي، أن الاقتصاد الأمريكي يدخل مرحلة جديدة من الدورة الاقتصادية، من "الركود المتجدد" إلى "الانتعاش المتجدد"، محذرين في الوقت نفسه من تقلبات قصيرة الأجل قد تسبق موجة صعود قوية محتملة حتى نهاية العام الجاري وبداية 2026.
إلى جانب ذلك، لفتت الأنظار مكاسب سهم علي بابا الصينية الذي قفز بنسبة 4% بعدما قادت الشركة جولة تمويل بقيمة 100 مليون دولار لشركة ناشئة متخصصة في الروبوتات البشرية.
ويؤكد خبراء الأسواق أن نتائج تقارير التضخم المرتقبة ستحدد قدرة الأسهم الأمريكية على مواصلة التداول عند مستوياتها التاريخية، حيث لا يفصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 سوى أقل من 1% عن آخر مستوياته القياسية، بينما يقترب ناسداك وداو جونز من تحقيق المكاسب ذاتها.