العراق يستأنف محادثاته مع إكسون موبيل لتطوير مشاريع طاقة كبرى بعد سنوات الانسحاب


السبت 06 سبتمبر 2025 | 09:22 مساءً
شعار شركة إكسون موبيل
شعار شركة إكسون موبيل
حسين أنسي

دخلت وزارة النفط العراقية في مباحثات جديدة مع شركة إكسون موبيل الأميركية لبحث مشاريع طاقة كبرى داخل البلاد، في خطوة قد تعيد إحدى أضخم شركات النفط العالمية إلى العراق بعد سنوات من الانسحاب الجزئي والتوترات.

وقال باسم محمد، وكيل الوزارة لشؤون الاستخراج، إن المفاوضات تأتي ضمن مساعي بغداد لتعزيز استثماراتها في قطاعي النفط والغاز، ورفع قدراتها الإنتاجية والتصديرية بما يتماشى مع خططها المستقبلية.

بالتوازي، تجري شركة تسويق النفط العراقية "سومو" محادثات متقدمة مع "إكسون موبيل" لتأمين سعات تخزين في سنغافورة عبر خزانات تابعة للشركة، إلى جانب دراسة اتفاقات محتملة في مجال التكرير وآليات لتقاسم الأرباح داخل الأسواق الآسيوية التي تشهد طلباً متزايداً على النفط الخام والمنتجات المكررة.

وتكشف هذه التحركات عن توجه استراتيجي عراقي نحو تنويع قنواته التجارية وتعزيز حضوره في آسيا، التي أصبحت مركز ثقل رئيسي في الطلب العالمي على الطاقة، في وقت يسعى فيه العراق لبناء شراكات مرنة مع الشركات العالمية بعد خروج بعضها سابقاً بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية.

العراق، ثاني أكبر منتج في "أوبك"، يعتمد على النفط لتأمين أكثر من 90% من إيراداته، لكنه يواجه تحديات متشابكة تشمل ضعف البنية التحتية وضغوط الالتزامات البيئية. وكانت "إكسون موبيل" قد انسحبت عام 2021 من تطوير حقل غرب القرنة-1 على خلفية خلافات تعاقدية، مما أتاح المجال أمام شركات آسيوية لتعزيز وجودها في القطاع.

اليوم، تمثل العودة إلى طاولة التفاوض مع "إكسون" محاولة لإعادة التوازن بين الشركاء الغربيين والآسيويين في صناعة الطاقة العراقية، في وقت تتأثر فيه الشركة الأميركية بتقلبات أسعار النفط وتراجع سهمها بنحو 2.8%، ما قد يدفعها للبحث عن شراكات طويلة الأجل في الشرق الأوسط لتعويض الضغوط في أسواق أخرى.