حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في تصريحات صحافية، من أن الاعتراف بدولة فلسطينية من قِبَل دولٍ عدة قد يسبّب «مشاكل كبيرة» على حد قوله، بما في ذلك إجراءات متبادلة من إسرائيل وصعّوبة أكبر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وأضاف أن واشنطن نقلت هذا التحذير لتلك الدول قبل المضي في خطوات الاعتراف.
الاعتراف بفلسطين لن يؤدي إلى قيام دولة حقيقية
روبيو قال إن بلاده أبلغت الدول المعنية بأن «الاعتراف بفلسطين لن يؤدي إلى قيام دولة حقيقية»، بل سيؤدي إلى ردود فعل متبادلة تُعقّد المسارات الدبلوماسية لوقف القتال. وأشار إلى أن يوم إعلان فرنسا عن خطتها للاعتراف تزامن مع انسحاب حركة حماس من طاولة المفاوضات ورفع مطالبها، ما اعتبره واشنطن تأكيداً على صحة تحذيراتها.
وأضاف روبيو أن بعض الدول «تفعل ما يمليه عليها وضعها الداخلي» رغم التحذيرات الدولية، محذّراً من «عواقب» قد تترتب على هذه الخطوات.
اتهامات متبادلة وخُطاب متوتر
في سياق متصل، اتهم روبيو السلطة الفلسطينية بأنها تواجه «مشاكلها الخاصة» وأنها «تدفع أموالا» على حد وصفه، ما يلقي بظلال على العلاقات مع واشنطن ويُسهم في تشدّد لهجة التصريحات. وحذر من أن التقدّم في الاعتراف قد يولّد «رد فعل من إسرائيل» ويزيد احتمال اندلاع أعمال عنف مشابهة لتلك التي شهدتها الضفة الغربية.
إجراءات أمريكية ودبلوماسية رافقتها
وتشير التطورات إلى أن الولايات المتحدة اتخذت خطوات عملية رداً على التحركات الداعمة للاعتراف بالفلسطينيين؛ إذ أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تسمح للرئيس محمود عباس بالسفر إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، في ظل تعهد عدد من حلفاء واشنطن بالاعتراف بدولة فلسطينية داخل أروقة الأمم المتحدة.
من جانبها، بعثت القيادة الفلسطينية — وفقاً لما نقل أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني — برسالة إلى روبيو تطالب بمراجعة قرار حرمان وفد فلسطين من تأشيرات الدخول للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، معرباً عن أمل القيادة في تراجع واشنطن عن قرارها أو أن يُلقي الرئيس عباس كلمته عبر الفيديو في حال استمرار المنع.
مساعي دولية ومؤتمر دعم حل الدولتين
على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تستعد كلّ من السعودية وفرنسا لافتتاح مؤتمر مشترك لدعم حل الدولتين في 22 سبتمبر الجاري في نيويورك، في مبادرة تهدف لدفع جهود السلام وبلورة مسارات حلّية سياسية.
تحركات إسرائيلية وردّ محتمل
ردّت إسرائيل والولايات المتحدة على تعهد عدد من الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطينية برفضهما لهذه الخطوات، فيما تعمل السلطات الإسرائيلية على رسم خرائط ومخططات لضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة — وهي الأراضي التي يطالب الفلسطينيون بإقامة دولتهم عليها مستقبلاً — ما يزيد من حساسية الموقف ويستدعي احتمالات تصعيد ميداني ودبلوماسي.