أعلن الدكتور عبد القادر الحصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، أن المصرف بصدد تنفيذ مشروع "الليرة السورية الجديدة"، يتضمن حذف صفرين من العملة الحالية، وذلك في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة السياسة النقدية واستعادة الثقة بالعملة الوطنية بعد سنوات من التدهور.
وقال الحصرية، خلال مقابلة مع CNBC Arabia، إن المشروع وصل إلى مراحل متقدمة من التحضير، ويتم حالياً التشاور مع المصارف العامة والخاصة في سوريا، تمهيداً لإطلاق العملة الجديدة التي "ستمثل بداية اقتصادية جديدة، وليست مجرد عملية تجميل".
وأوضح أن الليرة الجديدة ستحمل قيمة اسمية أقل دون أن تتغير القيمة الشرائية، مشيراً إلى أن الورقة النقدية التي تحمل حالياً 5,000 ليرة ستصبح 50 ليرة بعد حذف صفرين، مع الحفاظ على نفس القوة الشرائية.
وأضاف: "هذا هو الوقت الأنسب لحذف الأصفار وبداية جديدة. الليرة اليوم تمثل جزءاً من تحررنا المالي بعد تحررنا السياسي، ونحن نعتبرها رمزاً للسيادة والاستقلال المالي".
وأكد الحصرية أن المصرف المركزي سيقوم بطرح عطاء دولي لطباعة العملة الجديدة، موضحاً أن التقديم سيكون مفتوحاً لشركات من جميع الدول، بما فيها "أمريكا، بريطانيا، سويسرا، كندا، تركيا وغيرها"، دون حصر التعاقد بدولة بعينها.
وفي سياق آخر، كشف حاكم المصرف أن البلاد حققت تحسناً في سعر صرف الليرة بنسبة تتراوح بين 30 إلى 35% خلال الأشهر الستة الماضية، مشيراً إلى أن الاستراتيجية النقدية ترتكز على ثلاث ركائز أساسية:
تحقيق الاستقرار النقدي
ضمان استقرار القطاع المالي
تطوير نظام المدفوعات والإشراف عليه
وأوضح أن مصرف سوريا المركزي يواصل جهوده لإعادة ربط القطاع المالي السوري بالقطاع المصرفي العالمي، من خلال فتح علاقات مع البنوك المركزية والمصارف الكبرى حول العالم. كما لفت إلى أن المصارف السورية بدأت فعلياً بإعادة تفعيل علاقاتها مع بنوك مراسلة، وأن التحويلات المالية عبر القطاع الخاص متاحة حالياً.
وأشار إلى أن عودة نظام السويفت بشكل كامل "أصبحت مسألة أسابيع"، مع استمرار التواصل مع أكبر 5 بنوك في كل دولة لتوسيع شبكة المراسلين وضمان مرونة أكبر في التحويلات.
وفي ختام حديثه، أعرب الحصرية عن ثقته بمستقبل العملة الوطنية، قائلاً:
"نحن لا نعيد طباعة العملة فقط، نحن نعيد بناء الاقتصاد والثقة، ونتطلع إلى استقبال الجميع في دمشق قريباً للاحتفال بولادة الليرة الجديدة، التي نعتبرها علامة على جمهوريتنا الجديدة".