ارتفاع حرارة الأرض يُغيّر وجهة السياحة ويهدد الأمن الغذائي عالميًا


الاحد 24 اغسطس 2025 | 05:01 مساءً
التغير المناخي
التغير المناخي
محمد فهمي

أكد الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ، أن التغيرات المناخية لم تعد مجرد ظاهرة بيئية بل أصبحت عاملًا مؤثرًا مباشرًا في قطاعات اقتصادية وحياتية متعددة، وعلى رأسها السياحة والزراعة والصحة.

وفي تصريحات خلال مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أشار د. قطب إلى أن الخريطة السياحية العالمية مرشحة للتغير تدريجيًا، حيث لم تعد بعض المناطق جذابة للسياحة كما كانت في السابق، نتيجة تعرضها لموجات حرارة شديدة أو فيضانات أو اضطرابات مناخية متكررة، مؤكدًا أن هذا التحول بات واقعًا قد يتسارع إذا لم تُتخذ إجراءات حازمة لوقف معدلات التغير المناخي.

وأوضح أن المناخ الصحي أصبح شرطًا أساسيًا في اختيار الوجهات السياحية، مؤكدًا أن السائح لن يقصد منطقة معرضة لموجات حارة أو ظواهر مناخية متطرفة، بل سيتجه إلى أماكن أكثر اعتدالًا، حتى لو لم تكن وجهات سياحية تقليدية.

وفي السياق ذاته، شدد د. قطب على أن الخريطة الزراعية أيضًا ستشهد تحولًا مماثلًا، نتيجة تغير درجات الحرارة والرطوبة وسقوط الأمطار في غير مواسمها، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على إنتاجية المحاصيل وقدرة الدول على تلبية احتياجاتها الغذائية. وأضاف أن هناك محاصيل تحتاج درجات حرارة منخفضة وأخرى تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة، وبالتالي فإن أي اختلال مناخي سيؤثر على جودة وكمية الإنتاج.

وفيما يخص التأثيرات الصحية، أشار إلى أن زيادة الموجات الحارة أو شديدة البرودة تؤدي إلى ارتفاع معدلات الأمراض المرتبطة بالمناخ، مثل أمراض الجهاز التنفسي أو ضربات الشمس، ما يضع عبئًا إضافيًا على الأنظمة الصحية في عدد من الدول.

وفي تعليقه على الكوارث الطبيعية الأخيرة، مثل حرائق الغابات في إسبانيا والفيضانات في المكسيك، أوضح د. قطب أن هذه الظواهر أصبحت طبيعية في ظل التغير المناخي، لكنها باتت أكثر تطرفًا وتكرارًا. وأرجع تلك الحرائق إلى الموجات الحارة الجافة أو البرق والرعد الذي قد يصيب مناطق الغابات دون هطول أمطار، مما يؤدي لاشتعال النيران في ظل وجود غاز الأكسجين بوفرة.

واختتم د. قطب بالتأكيد على ضرورة الاتجاه نحو مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كبدائل ضرورية للطاقة الأحفورية التي تساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.