في إطار جهود سلطنة عُمان لتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة النظيفة، والترويج للجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشروعات الهيدروجين الأخضر، بدأت شركة هيدروجين عُمان “هايدروم”، جولتها الترويجية في جمهورية كوريا.
شركة هيدروجين عُمان “هايدروم” تجري جولة ترويجية في كوريا
الجولة الترويجية تهدف إلى عرض المنظومة الوطنية المتكاملة للهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان أمام الشركاء الدوليين، وإبراز جاهزيتها الاستثمارية القائمة على تخصيص الأراضي، وتطوير البنية الأساسية المشتركة، وتوفير الأطر التشريعية والتنظيمية الداعمة.
وقد جاءت الجولة متزامنة مع حزمة الحوافز المالية التي أعلنت عنها “هايدروم” لتعزيز الجدوى الاقتصادية للمشروعات والزيادة من جاذبية سلطنة عُمان كوجهة موثوق بها للاستثمار.
ترأس وفد سلطنة عُمان محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن، الذي أكد على أن سلطنة عُمان ماضية نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لإنتاج ونقل وتصدير الهيدروجين الأخضر، بما يعزز موقعها في خارطة الطاقة النظيفة.
تنويع مصادر الطاقة
وأوضح الحضرمي أن رؤية سلطنة عمان تقوم على تنويع مصادر الطاقة من خلال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز أمن واستقرار الطاقة، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق قيمة مضافة مستدامة، كما تتكامل هذه الجهود مع أهداف سلطنة عُمان للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم التي وقّعت عليها سلطنة عُمان مع جمهورية كوريا في أغسطس 2023 تشكّل إطارًا مهمًّا لتعزيز التعاون في مسار التحوّل الأخضر، عبر تبادل الخبرات في سياسات وتقنيات إنتاج وتخزين وتوزيع الطاقة النظيفة، إلى جانب مجالات البحث والتطوير وبناء القدرات، موكدا على أن هذه المذكرة تمثل امتدادًا للعلاقات التاريخية بين البلدين في قطاع النفط والغاز، وخطوة متقدمة نحو توسيع الشراكة لتشمل قطاع الهيدروجين الأخضر من خلال الاستثمارات المشتركة وتوطين الصناعات القائمة على الابتكار، وتطوير سلاسل الإمداد، بما يرسخ مكانة البلدين كشريكين رئيسين في قطاع الطاقة ويحقق تطلعاتهما المشتركة.
من جانبه أوضح الشيخ زكريا بن حمد السعدي، سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية كوريا، أن عقد المنتدى العُماني – الكوري للهيدروجين الأخضر في سيئول يشكّل خطوة مهمة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بما يدعم مسار الانتقال العالمي إلى طاقة نظيفة واقتصاد منخفض الكربون.
ولفت السفير إلى أن السفارة العُمانية في سيئول تولي أهمية كبيرة للترويج للفرص الاستثمارية التي توفرها سلطنة عُمان في قطاع الطاقة، وتسعى إلى تعزيز قنوات التواصل بين المؤسسات الحكومية والشركات الاستثمارية في كلا البلدين، مؤكداً على أن هذا المنتدى يترجم العلاقات الوطيدة القائمة على الثقة المتبادلة والشراكة البنّاءة، ويمهّد لإطلاق مشروعات استراتيجية تسهم في خدمة مصالح البلدين وتعزيز مكانة عُمان كمركز عالمي للهيدروجين الأخضر.
وشملت الجولة الترويجية لقاءات ثنائية مع عدد من المؤسسات الكورية المعنية بالطاقة، إلى جانب عقد منتدى عُمان – كوريا لاستثمارات الهيدروجين الأخضر في العاصمة سيئول، والذي مثّل منصة لمناقشة فرص التعاون بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، بما يجمع بين موارد سلطنة عمان المتجددة وقدراتها التنظيمية، وما تتميز به كوريا من تقنيات صناعية متقدمة، كما تضمنت الجولة زيارة ميدانية إلى مرافق شركة دوسان بمدينة شانغوون، مما أتاح للوفد الاطلاع على أحدث التقنيات الداعمة للاقتصاد الهيدروجيني.
المنتدى العُماني – الكوري للهيدروجين الأخضر
من جهته أكّد المهندس عبد العزيز بن سعيد الشيذاني، المدير العام لشركة هايدروجين عُمان “هايدروم”، على أن المنتدى العُماني – الكوري للهيدروجين الأخضر، الذي استضافته سيئول، يشكّل محطة مهمة للتعريف بالفرص الاستثمارية في قطاع الهيدروجين الأخضر والترويج للجولة الثالثة من مشروعات المزايدات.
وقال إن سلطنة عُمان خصصت أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع لإقامة مشروعات إنتاج الهيدروجين، وأرست حتى الآن 9 مشروعات عبر جولتين مزايدة باستثمارات تجاوزت 50 مليار دولار أمريكي، مستهدفة إنتاج 1.5 مليون طن سنويًّا بحلول عام 2030، بما يضعها ضمن أكبر 10 دول مصدّرة للهيدروجين الأخضر عالميًّا وفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة.
وأضاف أن الجولة الثالثة، التي انطلقت في أبريل 2025، جاءت لتعزز زخم الجولتين السابقتين عبر فترة زمنية أطول تمتد لتسعة أشهر لإعداد العروض وتشكيل التحالفات، إلى جانب إتاحة مرونة في اختيار مواقع التطوير ضمن مساحات تصل إلى 300 كيلومتر مربع، مع حزمة حوافز جديدة.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان تمتلك مقومات تنافسية تجعلها وجهة جاذبة لرؤوس الأموال العالمية في قطاع الهيدروجين، يأتي في مقدمتها موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين أسواق أوروبا وآسيا ومرور أكثر من 10 بالمائة من تجارة العالم عبر مضيق هرمز والبحر الأحمر، إلى جانب موارد طبيعية وفيرة تتمثل في الإشعاع الشمسي المرتفع وسرعات الرياح القوية، إضافة إلى بيئة اقتصادية مستقرة وإطار تنظيمي شفاف وواضح.
وأضاف أن الشراكة مع جمهورية كوريا تمثّل ركيزة اقتصادية أساسية لربط موارد سلطنة عُمان وإمكاناتها مع الخبرات التقنية والأسواق الكورية، بما يمهّد لقيام ممر تجاري للهيدروجين الأخضر يحقق قيمة مضافة للبلدين ويدعم جهود التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
وكشف عن أن الجولة الثالثة أظهرت أن الشراكة بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا الجنوبية قادرة على الانتقال من الحوار إلى التنفيذ، ومن الحديث عن الفرص إلى إطلاق مشروعات فعلية تعزز أمن الطاقة وتدعم التحول العالمي، موضحا أن ما ميّز المنتدى هو وضوح المجالات التي يمكن العمل عليها من ربط الإمداد بالطلب، إلى تطوير البنية الأساسية، ووضع نماذج استثمارية قادرة على الاستمرار، مشيرا إلى أن دور شركة هايدروجين عُمان (هايدروم) من خلال هذه الجولات لا يقتصر على جذب استثمارات جديدة، بل تأسيس سوق متكامل للهيدروجين الأخضر، مما يفتح أمام سلطنة عُمان وشركائها فرصاً اقتصادية وصناعية واسعة، ويضع أسس ممرات تجارية يمكن الاعتماد عليها لعقود قادمة.
يُذكر أن الجولة الترويجية في كوريا الجنوبية عكست الاهتمام الدولي المتنامي بالنهج العُماني، مشكلة خطوة جديدة تتقدم بها “هايدروم” نحو بناء ممرات الطاقة المستقبلية التي ستربط سلطنة عُمان بمراكز الطلب العالمية، دعماً للأهداف الوطنية في التحول إلى اقتصاد قائم على الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050م.