تراجع الذهب عالميًا تحت ضغط قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات العالمية

سجلت أسعار الذهب العالمية تراجعًا اليوم الخميس، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات العالمية، في وقت يترقب فيه المستثمرون انعقاد ندوة جاكسون هول السنوية التي ينظمها البنك المركزي الأمريكي بحثًا عن إشارات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية.

أسعار الذهب العالمية

تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3331.74 دولار للأوقية، بينما هبطت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 0.4% مسجلة 3373.70 دولار.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (.DXY) بنسبة 0.1%، ما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من حاملي العملات الأجنبية. 

وقال فؤاد رزاق زاده، محلل السوق في "سيتي إندكس" و"فوركس دوت كوم": "ارتفعت عوائد السندات العالمية، وصعد الدولار قليلاً، وهذان العاملان يضعان بعض الضغط على الذهب اليوم.. المعدن يواصل التماسك، الأمر الذي يحبط كلًا من الثيران والدببة في السوق"، في إشارة إلى غياب اتجاه واضح للأسعار.

فعاليات ندوة جاكسون هول

يترقب المستثمرون كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، المقررة يوم غد الجمعة ضمن فعاليات ندوة جاكسون هول التي تعقد خلال الفترة من 21 إلى 23 أغسطس، لمعرفة ما إذا كان سيعطي الأولوية لدعم سوق العمل أو سيواصل التركيز على احتواء التضخم.

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى أسعار الفائدة دون تغيير منذ ديسمبر الماضي، فيما تُظهر بيانات أداة FedWatch التابعة لبورصة شيكاغو التجارية أن الأسواق تسعّر احتمالية تبلغ 79% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في سبتمبر المقبل.

أسعار الفائدة الأمريكية

في هذا السياق، قال رزاق زاده: "هناك توقعات متزايدة بأن يشير رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى تحول واضح في السياسة يوم الجمعة، لكن ما إذا كان الذهب سيتمكن من اختراق مستوى المقاومة البالغ 3400 دولار للأوقية لا يزال أمرًا غير محسوم"، ويُعتبر الذهب تقليديًا أصلًا مستفيدًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لكونه لا يدر عائدًا.

كما أظهرت محاضر اجتماع الفيدرالي في يوليو الماضي أن المعارضة لقرار الإبقاء على الفائدة دون تغيير اقتصرت على نائبة رئيس الرقابة ميشيل بومان والمحافظ كريستوفر والر، اللذين كانا وحدهما يدعوان إلى خفضها.

على الصعيد السياسي، تزايدت الضغوط على البنك المركزي بعدما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حاكمة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك إلى الاستقالة، استنادًا إلى مزاعم قدمها أحد حلفائه السياسيين بشأن قروض عقارية تحتفظ بها. وتأتي هذه الخطوة ضمن محاولاته المستمرة للتأثير على توجهات البنك المركزي.

وبالتوازي مع تراجع الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى انخفاضًا أيضًا؛ إذ هبطت الفضة الفورية بنسبة 0.7% لتسجل 37.64 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 1.5% إلى 1318.18 دولار، فيما انخفض البلاديوم بنسبة 1.6% ليسجل 1096.73 دولار.