انخفض الدولار الأمريكي، اليوم الخميس، في ظل ترقب المستثمرين لإشارات سياسية محتملة خلال ندوة جاكسون هول التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي، بينما تستمر المخاوف بشأن استقلال البنك المركزي بعد الهجوم الأخير للرئيس دونالد ترامب.
الدولار الأمريكي
أظهر السوق رد فعل محدودًا تجاه الإعلان عن التزام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باتفاق تجاري إطاري تم التوصل إليه الشهر الماضي، والذي يتضمن فرض تعريفة أمريكية بنسبة 15% على معظم واردات الاتحاد الأوروبي.
واستقر كل من اليورو والجنيه الإسترليني عند 1.1649 دولار و1.3460 دولار على التوالي، بينما انخفض الين الياباني بنسبة 0.3% إلى 147.85، وسجل الفرنك السويسري خسائر طفيفة.
أسعار الفائدة الأمريكية
تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل بشكل طفيف إلى 79%، مما دعم الدولار بشكل معتدل، مع استمرار التركيز على ما إذا كان رئيس البنك جيروم باول سيواجه توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر خلال كلمته يوم غد الجمعة.
وقال كينيث بروكس، رئيس أبحاث الشركات في سوق الصرف الأجنبي وأسعار الفائدة في سوسيتيه جنرال: "من المرجح أن يكون رد الفعل أقوى إذا أشار باول إلى إمكانية تثبيت أسعار الفائدة، مقارنة بما إذا كان يميل إلى خفضها.. المخاطر غير متماثلة، إذ تم تسعير خفض الأسعار بالفعل، والخطر يكمن في العودة إلى احتمالات 50-50، مما قد يؤدي إلى عمليات بيع في سندات الخزانة الأمريكية وارتفاع الدولار".
وفي سياق متصل، أعاد الرئيس ترامب إلى الأذهان المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي، من خلال دعوته لمحافظ الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك للاستقالة، وانتقاداته المتكررة لجيروم باول على بطء خفض أسعار الفائدة، وسط توقعات باستبداله بتعيين أكثر تساهلًا عند انتهاء ولايته في مايو المقبل.
وحذر لي هاردمان، كبير محللي العملات في MUFG، من أن رغبة ترامب في خفض أسعار الفائدة، حتى وإن لم تكن مدعومة بالتفويض المزدوج للبنك، قد تزيد من توقعات التضخم في الولايات المتحدة وتؤثر على ثقة المستثمرين بالدولار وسندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن ترامب أنه سيرشح رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين ستيفن ميران لشغل المقعد الشاغر في الاحتياطي الفيدرالي بعد استقالة أدريانا كوجلر بشكل مفاجئ.
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل ستة أقران آخرين، عند 98.337، مسجلاً ارتفاعًا أسبوعيًا بنحو 0.4%، وسجل العائد القياسي لأجل 10 سنوات 4.30%، بينما ارتفع العائد لأجل عامين، الأكثر حساسية للسياسة النقدية، إلى 3.756%.
تأثير الرسوم الجمركية على التضخم
حذر بعض المحللين من احتمال شعور الأسواق بخيبة أمل بسبب خطاب باول يوم الجمعة، مشيرين إلى أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم لا يزال غير واضح.
وفي الأسواق العالمية الأخرى، ارتفعت الكرونة النرويجية بنسبة 0.6% مقابل الدولار واليورو بعد بيانات أظهرت نمو الاقتصاد النرويجي بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني، مع تعديل إيجابي لنمو الربع الأول.
وعلى صعيد العملات، وصلت الرهانات الهبوطية على اليوان الصيني إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف مايو، في ظل مخاوف متزايدة بشأن الاقتصاد، وفق استطلاع أجرته وكالة رويترز.
وفي سوق العملات الرقمية، انخفض سعر البيتكوين بنسبة 0.8% إلى 113,527 دولار، بينما تراجع الإيثيريوم بنسبة 1.3% إلى 4,303.89 دولار.