تراجع الدولار الأمريكي أمام اليورو والين مع ترقّب الأسواق لسياسة الفائدة الأمريكية


الثلاثاء 19 اغسطس 2025 | 06:10 مساءً
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي
محمد شوشة

تراجع الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء أمام اليورو والين الياباني، وسط ترقّب واسع من المتداولين لندوة السياسة الاقتصادية التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول في وقت لاحق من هذا الأسبوع، والتي يُنتظر أن تقدّم إشارات حاسمة بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.

ويُعدّ الخطاب المرتقب لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة المقبل، الحدث الأبرز في الأجندة الاقتصادية لهذا الأسبوع، في ظل ندرة البيانات الرئيسية القادرة على تحديد اتجاهات السوق، ويركّز المستثمرون على ما إذا كان باول سيؤكد التوجّه نحو خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل أو سيسعى إلى تهدئة التوقعات المتزايدة بهذا الشأن.

الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء أمام اليورو والين الياباني

جاءت هذه التوقعات بعد تقرير الوظائف الأميركية لشهر يوليو الذي أظهر ضعفاً في نمو التوظيف، إضافة إلى بيانات التضخم التي كشفت انتقالاً محدوداً لتأثير الرسوم الجمركية، وهو ما عزّز رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة، لكن بيانات أسعار المنتجين لشهر يوليو، التي جاءت أقوى من التوقعات، كبحت هذه الرهانات بعض الشيء، خصوصاً مع تصريحات باول السابقة التي أبدى فيها تردده بشأن خفض الفائدة في ظل مخاطر ارتفاع التضخم خلال الصيف نتيجة الرسوم الجمركية.

وقال فاسيلي سيريبرياكوف، استراتيجي النقد الأجنبي والاقتصاد الكلي في بنك "يو بي إس" بنيويورك: "في الأسبوع الماضي، عندما كان السوق يسعّر نحو 25 نقطة أساس لخفض الفائدة في سبتمبر وأكثر من خفضين لبقية العام، كان هناك احتمال أن يأتي خطاب باول أقل وضوحاً في الالتزام بتلك التوقعات، أما الآن، ومع تسعير حوالي 20 نقطة أساس لسبتمبر وما يزيد قليلاً عن 50 نقطة أساس لبقية العام، أرى أن المخاطر أصبحت أكثر توازناً بكثير".

ويقوم المتداولون حالياً بتسعير 54 نقطة أساس من التخفيضات بحلول نهاية العام، ومن المنتظر أن يُصدر الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء محاضر اجتماعه الأخير (29 – 30 يوليو)، لكن محللين يرون أن أثرها سيكون محدوداً كونها سبقت صدور تقرير الوظائف الضعيف.

في سياق آخر، أظهرت بيانات اقتصادية أن وضع الأساس لمنازل الأسرة الواحدة وتصاريح البناء المستقبلية سجّل ارتفاعاً في يوليو، رغم استمرار ارتفاع معدلات الرهن العقاري وتنامي حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تعيق الإقبال على شراء المنازل.

وعلى صعيد تداولات العملات، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.02% إلى 98.10 نقطة. وارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.09% إلى 1.1671 دولار، في حين انخفض الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.15% إلى 147.64 ين.

وشهدت أسواق الصرف خلال الأسابيع الأخيرة حالة من الهدوء النسبي بعد التراجع الحاد الذي سجّله الدولار في النصف الأول من العام.

 وقال سيريبرياكوف: "لقد شهدنا بعض الانخفاض في المخاطر خلال الصيف، والآن ينتظر المستثمرون المحفز الأكثر وضوحاً للخطوة المقبلة".

إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

تزامناً مع ترقّب الأسواق لخطوات الاحتياطي الفيدرالي، يراقب المتداولون كذلك أي تطورات في محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فقد جدّدت الولايات المتحدة دعمها لكييف وحلفائها الأوروبيين، بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا للمساعدة في إنهاء الحرب، رغم استمرار الغموض بشأن مدى استعداد موسكو للتجاوب.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة التي جمعته بترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين بأنها خطوة كبيرة إلى الأمام، مشيراً إلى أنها تمهّد لعقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسابيع المقبلة لإنهاء النزاع الذي يُعتبر الأكثر دموية في أوروبا منذ ثمانية عقود.

أما في أسواق العملات الرقمية، فقد واصل البيتكوين خسائره مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.66% ليصل إلى مستوى 114,603 دولار، متأثراً بضعف شهية المخاطرة لدى المستثمرين في ظل حالة الترقب التي تخيم على الأسواق العالمية.