قال الخبير النفطي الدكتور أنس الحجي إن أي اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا لا يعني بالضرورة رفع العقوبات المفروضة على روسيا، موضحًا أن أقصى ما يمكن توقعه هو تخفيف مؤقت ومشروط لبعض القيود، وهو ما سينعكس على أسعار النفط بانخفاض قصير الأجل لعدة أيام، قبل أن تعود للارتفاع مجددًا.
وأوضح الحجي في مداخلة مع العربية بيزنيس، أن السبب في ذلك يعود إلى أن روسيا تنتج بكامل طاقتها الإنتاجية ولا تمتلك كميات إضافية يمكن ضخها في السوق، وبالتالي فإن الأثر سيكون قصير المدى، لافتًا إلى أن أي انفراجة جيوسياسية قد تنعش الاقتصاد العالمي وتؤدي لاحقًا إلى زيادة الطلب على النفط.
وانتقد توقعات وكالة الطاقة الدولية، واصفًا إياها بـ"غير الواقعية"، إذ رجحت الوكالة زيادة إنتاج النفط الأمريكي بنحو 560 ألف برميل يوميًا خلال عام 2025، في حين تشير المؤشرات إلى استقرار الإنتاج عند مستويات عام 2024 دون أي نمو يُذكر. وأضاف أن الوكالة لديها تاريخ طويل من الأخطاء في تقديراتها، سواء في الطلب أو الإنتاج، وأنها تتعمد ـ بحسب وصفه ـ التقليل من توقعات الطلب على النفط بهدف ثني المستثمرين عن التوسع في هذه الصناعة.
وفيما يخص تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية الاستثمار المتبادل مع روسيا، اعتبر الحجي أن ما يقوله ترامب يختلف عما قد تفعله الشركات الأمريكية، مشيرًا إلى وجود تاريخ طويل من التوترات بين الشركات الأمريكية ونظيرتها الروسية، ما يجعل فرص عودة الاستثمارات محدودة.
كما علّق الحجي على مقال للمستشار التجاري السابق في البيت الأبيض بيتر نافارو بشأن صادرات الهند من النفط الروسي، مؤكدًا أن الأرقام الواردة في المقال "غير دقيقة"، لافتًا إلى أن صادرات الهند من المنتجات النفطية لم تشهد تغيرًا جوهريًا خلال السنوات الأخيرة، وأن هناك تنسيقًا أمريكيًا-هنديًا في عهد إدارة بايدن لضمان استمرار تدفق النفط الروسي إلى الأسواق عبر نيودلهي.