من شيكاغو إلى الأسواق العالمية.. الذهب في اختبار جديد


الاحد 17 اغسطس 2025 | 08:22 مساءً
الذهب
الذهب
محمد فهمي

رغم التباطؤ الملحوظ في وتيرة شراء البنوك المركزية للذهب مؤخرًا، لا تزال أسعار الذهب تحافظ على قوتها في الأسواق العالمية، وهو ما أرجعه بيتر توماس، الرئيس في "EUS Securities"، إلى عدة عوامل جيوسياسية واقتصادية، أبرزها حالة الترقب حول مستقبل الحرب في أوكرانيا، والسياسات الأمريكية الجديدة، وخاصة المتعلقة بالتعريفات الجمركية.

وقال توماس في مقابلة مع قناة الشرق بلومبرج، إن الأسواق كانت تتابع عن كثب اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كانت الحرب ستستمر أو تتباطأ، مؤكدًا أن "العامل الجيوسياسي هو السبب الرئيسي خلف صمود الذهب".

وأشار توماس إلى أن البنوك المركزية، ورغم التراجع الطفيف، ما تزال تشتري الذهب بمستويات مرتفعة، إذ بلغ حجم مشترياتها خلال السنوات الثلاث الماضية نحو 1000 طن متري، مقارنة بـ400 إلى 450 طنًا فقط في العقد الماضي، ما يشير إلى استمرار شهية البنوك المركزية تجاه المعدن النفيس.

وفي رده على تأثير الرسوم الأمريكية الجديدة، وخاصة فرض تعريفات جمركية مرتفعة على واردات الذهب من سويسرا والتي تصل إلى نحو 70%، قال توماس إن هذه الخطوة ساهمت في اتساع الفجوة بين الأسعار الفورية والآجلة للذهب، وخاصة بين الأسواق الأوروبية والشرق الأوسط وآسيا، لكنه توقع حدوث إعادة توازن للأسعار على المدى القريب.

وفي سياق متصل، تترقب الأسواق خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال ندوة "جاكسون هول" السنوية، التي تنظمها ولاية كانساس في وايومينغ، وسط انقسام في آراء صناع القرار حول توقيت استئناف خفض أسعار الفائدة.

وبحسب وكالة "بلومبرغ"، من المتوقع أن يوضح باول موقف الفيدرالي حيال السياسة النقدية، دون أن يكون بنفس صراحة العام الماضي، حين مهد الطريق لبدء دورة خفض الفائدة. كما ستشهد الندوة أوراقًا بحثية ومناقشات واسعة بمشاركة محافظي البنوك المركزية الكبرى، في ظل تزايد الحديث حول استقلالية هذه المؤسسات في مواجهة الضغوط السياسية.