قال الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد، إن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على الصين والهند بسبب علاقاتهما مع روسيا لن تكون الحل الفعال لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن سياسات العقوبات الاقتصادية التي يتم استخدامها كأداة للضغط على الأطراف السياسية والعسكرية لم تسفر عن أي حلول ناجحة في الماضي، بل على العكس، تسببت في مزيد من التوترات وزيادة التعقيدات الاقتصادية على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن هذه العقوبات لا تؤثر فقط على الأطراف المباشرة في الصراع، بل تمتد آثارها لتشمل دولاً أخرى لم تشارك في النزاع، مما يؤدي إلى تباطؤ حركة التجارة العالمية وتراجع تدفقات الاستثمارات الأجنبية.
وأكد أن الاقتصادات الكبرى مثل الصين والهند ليست متأثرة فقط بالعقوبات الأمريكية، بل إنهما أصبحا أكثر قوة في مواجهة الضغوط الاقتصادية.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية لا تملك استراتيجية واضحة تجاه الصين أو حتى تجاه إدارة الملفات الاقتصادية العالمية، مما يؤدي إلى حالة من الضبابية يصعب معها التكهن بتوجهات الاقتصاد العالمي في المستقبل القريب.
وأضاف أنه لا يمكن حل الأزمة الحالية باستخدام الأدوات الاقتصادية التقليدية، مثل فرض العقوبات، حيث أن هذه العقوبات غالباً ما ترد عليها الأطراف الأخرى بعقوبات مماثلة، مما يفاقم من الأزمة.
وأكد أن تداعيات هذه السياسات قد تكون أكثر وخامة مع استمرار الأزمات الاقتصادية العالمية التي لم تستفق منها الدول بعد، مثل أزمة كورونا والتغيرات الجيوسياسية العالمية.
دكتور محمود عنبر أشار أيضًا إلى أن استمرارية الوضع الراهن قد يدخل العالم في "نفق مظلم" اقتصادي، مؤكداً أن الجميع قد يتأثر بتداعيات هذه الأزمة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على الصناعات الحيوية.
وفي النهاية، شدد عنبر على أهمية البحث عن حلول اقتصادية وديبلوماسية قائمة على الحوار والتعاون بين الدول الكبرى لتجاوز هذه الأزمات، بدلاً من اللجوء إلى العقوبات التي تؤدي إلى المزيد من التوترات على الساحة العالمية.