أسعار النفط تتراجع ترقبًا للقاء ترامب وبوتين ومخاوف من فائض في السوق

انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الجمعة، مع ترقب الأسواق لمخرجات الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط تكهنات بأن المحادثات قد تسفر عن تخفيف العقوبات المفروضة على موسكو بسبب حرب أوكرانيا.

تراجع العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس

بحلول الساعة 13:15 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 89 سنتًا أو 1.3%، ليصل سعر البرميل إلى 65.95 دولار. كما هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 97 سنتًا أو 1.5% لتصل إلى 62.99 دولار للبرميل.

محادثات حاسمة بين واشنطن وموسكو

يتصدر وقف إطلاق النار في أوكرانيا جدول أعمال اجتماع الجمعة بين ترامب وبوتين، والمقرر عقده في ألاسكا. وقد صرّح الرئيس الأميركي بأن روسيا "تبدو مستعدة لإنهاء الحرب"، لكنه حذّر في المقابل من إمكانية فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي في حال عدم تحقيق تقدم ملموس في محادثات السلام.

زيادة محتملة في الإنتاج الروسي

أوضح جيوفاني ستونوفو، محلل السلع في بنك يو بي إس، أن السوق يترقب ما إذا كان سيتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن مثل هذا السيناريو قد يدفع روسيا إلى زيادة إنتاجها النفطي، ما قد يُثقل السوق بفائض جديد. وتساءل ستونوفو: "هل نحن مقبلون على تهدئة... أم تصعيد؟"

أداء أسبوعي متباين للخامَين

رغم التراجع اليومي، يُتوقع أن ينهي خام برنت الأسبوع على ارتفاع بنسبة 0.4%، بينما يتجه خام غرب تكساس لتحقيق انخفاض أسبوعي بنسبة 0.7%.

بيانات اقتصادية صينية تثير القلق

في جانب آخر، زادت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين من الضغط على أسعار النفط، حيث أظهرت أرقام رسمية تباطؤًا في نمو الإنتاج الصناعي إلى أدنى مستوياته في ثمانية أشهر، إلى جانب تراجع في نمو مبيعات التجزئة، ما أثار مخاوف بشأن الطلب المستقبلي على الطاقة.

ورغم ارتفاع إنتاج المصافي الصينية بنسبة 8.9% في يوليو على أساس سنوي، إلا أن هذا النمو كان أضعف من مستويات يونيو. كما سجلت صادرات المنتجات النفطية من الصين ارتفاعًا مقارنة بالعام الماضي، مما يشير إلى ضعف الطلب المحلي.

توقعات بتوسع الفائض النفطي

وألقى احتمال اتساع الفائض في سوق النفط بظلاله على المعنويات. فقد حذر بنك أوف أميركا من تزايد إمدادات "أوبك+"، وتوقع فائضًا متوسطًا قدره 890 ألف برميل يوميًا بين يوليو 2025 ويونيو 2026.

جاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع، وصفت فيه سوق النفط بأنه "متضخم" بعد زيادات الإنتاج من تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وشركاء آخرين.

أسعار الفائدة تضيف ضغطًا إضافيًا

وفي سياق متصل، زادت المخاوف من احتمال استمرار أسعار الفائدة الأميركية عند مستويات مرتفعة لفترة أطول، مما قد يؤثر سلبًا على نمو الطلب العالمي ويضغط على أسواق الطاقة.