أكد جون ريد، كبير استراتيجيي الأسواق في مجلس الذهب العالمي، أن البنوك المركزية حول العالم ضاعفت مشترياتها من الذهب منذ عام 2022، مدفوعة بمخاوف تتعلق بمستقبل الدولار الأمريكي وتزايد تأثير العقوبات الاقتصادية على النظام المالي العالمي.
وأوضح ريد أن انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولاية ثانية ساهم في تعزيز هذه المخاوف، وهو ما جعل الذهب خيارًا استراتيجيًا للبنوك المركزية التي تركز على استثمارات طويلة الأجل.
وحول ما إذا كان على المستثمرين الأفراد أن يحذوا حذو البنوك المركزية، أوضح ريد أن الذهب يمثل عنصرًا مساعدًا في اتخاذ القرارات الاستثمارية، لكنه ليس العامل الوحيد، إذ قد يرى المستثمرون فرصًا أفضل على المدى القصير في الأسهم أو الدولار الأمريكي، بينما البنوك المركزية محدودة الخيارات وتستثمر لعقود مقبلة.
وفيما يتعلق باستخدام احتياطيات الذهب في الأزمات، ضرب ريد مثالًا بلبنان، موضحًا أن القوانين الحالية تفرض قيودًا مشددة على التصرف بالذهب، ما يجعل الاستفادة منه مرهونة بتشريع جديد، وهو ما يصعب تنفيذه في ظل الأوضاع السياسية الراهنة.
أما بشأن مشروع "مدينة الذهب العالمية" في العراق، فأكد ريد أن السوق العراقية تُعد من أكبر أسواق المجوهرات الذهبية في المنطقة لكنها تظل غير منظمة، مشددًا على أن أي محاولة لبناء إطار قانوني واضح ستساهم في جذب الاستثمارات وتنشيط الاقتصاد المحلي.
وأشار ريد إلى أن بعض الدول العربية، مثل السعودية، التي تمتلك أكبر احتياطي من الذهب عربيًا، يمكن أن تشكل نموذجًا تستفيد منه بقية الدول، خاصة فيما يتعلق بتحسين الإحصاءات الرسمية وزيادة الحصص الذهبية في الاحتياطيات الأجنبية.
وفي توقعاته لأسعار الذهب، قال ريد إن مشتريات البنوك المركزية ستظل قصة رئيسية في السوق، لكنها ليست المحرك الوحيد، إذ يظل الطلب الاستثماري للأفراد والمؤسسات، إضافة إلى الطلب على صناعة المجوهرات، عوامل أكثر تأثيرًا على الأسعار.