السعودية تطلق «علّام» أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي متطور يدعم جميع اللهجات


الاربعاء 13 اغسطس 2025 | 04:49 مساءً
علّام نموذج ذكاء اصطناعي عربي
علّام نموذج ذكاء اصطناعي عربي
وكالات

تستعد شركة «هيوماين» لإطلاق نموذجها الأساسي للذكاء الاصطناعي «علّام»، المطوّر بالكامل داخل السعودية، والمصمم خصيصًا لدعم اللغة العربية بكافة لهجاتها مع مراعاة الأعراف الثقافية والسياسية للمنطقة.

علّام نموذج ذكاء اصطناعي عربي

كشف طارق أمين، الرئيس التنفيذي لشركة "هيوماين"، أن إطلاق «علّام» سيكون نهاية شهر أغسطس الجاري، مؤكدًا أن النموذج يمثل إعلانًا واضحًا عن قدرة العالم العربي على ابتكار وتدريب وتشغيل تقنيات ذكاء اصطناعي بمستوى عالمي، مضيفًا أن النموذج مزود بحواجز أمان مخصصة لضمان التوافق مع القيم والأعراف المحلية، مشددًا على أن الهدف ليس الرقابة، بل بناء الثقة وضمان الاستخدام المسؤول،  حسبما صرح لصحيفة «الشرق الأوسط».

ويقود تطوير «علّام» فريق من 40 باحثًا حاصلاً على الدكتوراه، جميعهم يعملون داخل المملكة، وقد تم تدريب النموذج على مجموعات بيانات حصرية لن تُتاح للعامة، ما يمنحه دقة ومعرفة عميقة بالسياق المحلي. وسيتم طرح النموذج للجمهور عبر تطبيق «هيوماين شات»، الذي يشبه «شات جي بي تي» مع دعم كامل للهجات العربية المختلفة، بما فيها السعودية والمصرية والأردنية واللبنانية، كما خضع النموذج لاختبارات تطبيقية في أدوات حساسة مثل «صوتك» لتفريغ محاضر الجلسات القضائية.

وأشار أمين إلى أن النموذج يهدف إلى تعزيز استقلالية العالم العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى التفكير في إنشاء اتحاد عربي لتطوير نماذج تعكس الثقافة والقيم المحلية.

من نموذج إلى منظومة متكاملة

يمثل «علّام» البداية فقط، حيث تخطط «هيوماين» لتطوير منظومة كاملة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي انطلاقًا من النموذج، وتمكين المطورين والشركات الناشئة من استخدامه في أتمتة الأعمال وتقديم خدمات المواطنين دون الحاجة للبدء من الصفر، كما يُركز النموذج على تلبية احتياجات الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة مثل السياحة والرعاية الصحية.

وتؤكد الشركة أن اللغة العربية، التي يتحدث بها أكثر من 350 مليون شخص، ما زالت غير ممثلة بشكل كافٍ في نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية، ويهدف «علّام» إلى سد هذه الفجوة وتقديم نموذج عالي الأداء يلبي المتطلبات المحلية ويتيح فرص الابتكار الإقليمي.

بنية تحتية عالمية وشراكات استراتيجية

تستفيد «هيوماين» من شراكتها مع شركة «جروك» الأمريكية، المتخصصة في تقنيات الاستدلال السريع، ما مكّنها من نشر 19 ألف وحدة معالجة لغوية (LPU) خلال ستة أيام فقط، مع خفض التكاليف بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالحلول العالمية، وتستخدم هذه البنية في الوقت الفعلي من قبل مستخدمين في 130 دولة، ما يعكس قدرة المملكة على تقديم خدمات ذكاء اصطناعي متقدمة ومتكاملة.

وتستعد الشركة لإطلاق «هيومان وان» خلال أكتوبر المقبل، وهو نظام تشغيل جديد يدمج تطبيقات متعددة في واجهة واحدة قادرة على تنفيذ مهام معقدة بسلاسة، مثل اختصار عمليات الرواتب الطويلة إلى دقائق قليلة مع تحسين مستوى الدقة، كما سيتم دمج الحاسوب الجديد للذكاء الاصطناعي، الذي طور بالشراكة مع «كوالكوم»، لتقديم قوة معالجة متكاملة تناسب تشغيل النماذج الكبيرة بكفاءة عالية.

الذكاء الاصطناعي ركيزة اقتصادية

شدد أمين على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أساس استراتيجية المملكة للتحول الرقمي، ويصفه بأنه عنصر جوهري لتنمية القطاعات المختلفة بما فيها السياحة والصناعة والرعاية الصحية، مؤكدًا أن نجاح «هيوماين» يعود إلى قاعدة المواهب المحلية، خصوصًا الباحثين السعوديين المؤهلين، الذين يثبتون قدرة المنطقة على تطوير تقنيات عالمية دون الاعتماد على الخارج.

ومع اقتراب إطلاق «علّام»، تخطو «هيوماين» خطوة حاسمة نحو ترسيخ مكانة السعودية كمركز رئيسي للذكاء الاصطناعي، من خلال الجمع بين البيانات الحصرية، والتوافق الثقافي، والبنية التحتية المتقدمة، وبناء منظومة متكاملة تشمل النماذج، ونظام التشغيل، والأجهزة الذكية، لتكون المملكة مصدرًا للتقنيات العالمية وليس مجرد مستهلك لها.