صناعة الذهب السويسرية تواجه أزمة بعد فشل مفاوضات الرسوم الجمركية مع أمريكا


السبت 09 اغسطس 2025 | 08:46 مساءً
الذهب
الذهب
حسين أنسي

تواجه صناعة الذهب في سويسرا، أكبر مركز لتكرير المعدن النفيس في العالم، أزمة حقيقية بعد فشل المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، والتي انتهت بإعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية تصل إلى 39% على بعض الواردات السويسرية، بالإضافة إلى ضريبة مفاجئة على سبائك الذهب.

رسوم أمريكية مفاجئة تهدد أكبر صادرات سويسرا

الخطوة الأمريكية جاءت ضمن حملة أوسع لترامب لتقليص العجز التجاري، حيث أكّد البيت الأبيض عزمه إصدار أمر تنفيذي قريب يوضح موقفه من رسوم سبائك الذهب. 

ورغم أن سويسرا لا تمتلك مناجم ذهب، فإن صادراتها من المعدن الأصفر إلى الولايات المتحدة – والتي بلغت قيمتها نحو 61.5 مليار دولار خلال 12 شهراً حتى يونيو الماضي – لعبت دوراً أساسياً في فائضها التجاري مع واشنطن، وهو ما جعل القطاع في مرمى الانتقادات الداخلية.

الذهب يتصدر قائمة الصادرات

بحسب بيانات البنك الوطني السويسري، تصدّر الذهب قائمة الصادرات السويسرية العام الماضي بنسبة 27%، متقدماً على الصناعات الدوائية. 

وشهدت الصادرات ارتفاعاً ملحوظاً في النصف الأول من العام نتيجة تسارع المستثمرين الأمريكيين في استيراد المعدن قبل فرض الرسوم، الأمر الذي لفت انتباه دوائر القرار في واشنطن.

دعوات محلية لمحاسبة القطاع

وبعد فشل الزيارة الطارئة التي أجرتها الحكومة السويسرية للولايات المتحدة، ارتفعت أصوات سياسية تطالب بأن يسهم قطاع الذهب – الذي يحقق إيرادات سنوية تتجاوز 100 مليار دولار ويشغّل نحو 2000 شخص – في تحمل تكلفة الأزمة. 

النائب هانز-بيتر بورتمن من الحزب الليبرالي الديمقراطي، دعا لإعادة تصدير الذهب من مصدره الأصلي مثل بريطانيا أو البرازيل أو هولندا مباشرة إلى أمريكا، أو فرض "تعرفة استدامة" على الصناعة.

مقترحات لضرائب تعويضية

زعيمة حزب الخضر، ليزا مازوني، اقترحت فرض ضرائب مناسبة على القطاع لتعويض الأضرار الناجمة عن الرسوم الأمريكية، بينما انتقد نواب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكومة لعدم توقعهم حساسية الملف سياسياً.

دفاع من داخل الصناعة

في المقابل، دافع جيمس إيميت، الرئيس التنفيذي لمصفاة MKS Pamp، عن دور سويسرا كمركز عالمي لتكرير المعادن الثمينة، مؤكداً أن سمعة الجودة السويسرية مطلوبة بشدة عالمياً. 

وأوضح أن حركة الذهب الدولية غالباً ما تتبع مساراً بين لندن ونيويورك مروراً بسويسرا، حيث تُعاد صب السبائك بأحجام مختلفة لتلبية متطلبات الأسواق، وهي عملية منخفضة الهامش لكنها ركيزة في التجارة العالمية للمعدن.