قال بشار الحلبي، الخبير في شؤون النفط والطاقة، إن قرار أوبك بلس بزيادة الإنتاج بـ 2.2 مليون برميل يوميًا هو خطوة استراتيجية تهدف إلى استعادة الحصة السوقية والحد من تأثير الشيل الأمريكي على أسواق النفط.
وأوضح الحلبي، خلال حديثه مع قناة العربية بيزنيس، أن هذا القرار جاء بعد تقييم دقيق لأساسيات السوق، حيث لم تشهد أسعار النفط انهيارًا كبيرًا بعد زيادة الإنتاج في أبريل 2025، مما منح أوبك فرصة للعودة التدريجية للأسواق.
وأضاف الحلبي أن التفاعل الأولي للأسواق مع قرار أوبك بلس كان انخفاضًا طفيفًا في أسعار النفط بنسبة تتراوح بين 1% و2%، ولكن الأسعار سرعان ما استعادت توازنها بسبب عوامل أخرى مثل المخاطر الجيوسياسية والسياسات الأمريكية، التي خلقت حالة من عدم الاستقرار في الأسواق.
الضغوط الاقتصادية على السوق النفطي
وعن التأثيرات المحتملة لتباطؤ الاقتصاد الأمريكي، أشار الحلبي إلى أن هذا التباطؤ سيؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك أسواق النفط.
وذكر أن أوبك بلس قد تكون مستعدة لتعديل خططها إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية السلبية، حيث أكدت أوبك أنها تمتلك مرونة كبيرة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعرض، وأنها قادرة على إعادة النظر في زيادة الإنتاج أو حتى العودة لخفض الإنتاج إذا تطلب الأمر.
وأضاف الحلبي أنه بناءً على البيان الأخير الصادر عن أوبك، فإن المنظمة مستعدة لمواجهة أي تحولات سلبية في السوق، بما في ذلك القيام بتخفيضات جديدة في الإنتاج إذا استمر تباطؤ الاقتصاد العالمي. وهو ما يوضح أن أوبك في وضع قوي، قادر على التأثير بشكل كبير على حركة الأسواق العالمية.
التحديات التي تواجه أوبك بلس في الالتزام بالحصص الإنتاجية
فيما يتعلق بتوقعات جولدمان ساكس حول زيادة الإنتاج بـ 547,000 برميل يوميًا، قال الحلبي إن التوقعات تشير إلى أن الزيادة الفعلية قد تكون أقل بكثير مما تم الإعلان عنه.
وأوضح الحلبي أن هناك تحديات تتعلق بالتزام دول أوبك بلس بالحصة المحددة لها، خاصة روسيا و العراق و كازاخستان، التي كانت تواجه صعوبة في الامتثال للحصص الإنتاجية خلال الفترات السابقة.
وأشار الحلبي إلى أن هذه الدول قد تواجه صعوبة في تلبية حصص الإنتاج الجديدة بسبب احتياجاتها لتطبيق خطة التعويض الخاصة بها، مشيرًا إلى أن الأمر قد يؤدي إلى وجود فجوات في الإنتاج.
كما أضاف أن الدول ذات القدرات المحدودة قد تجد صعوبة في مواكبة الزيادة المطلوبة في الإنتاج بعد عودة 2.2 مليون برميل إلى السوق، وهو ما قد يؤدي إلى ضغط على الأسواق ويزيد من حالة عدم الاستقرار.
الآفاق المستقبلية للأسواق النفطية
وبالنسبة لتوقعات الحلبي بشأن أسعار النفط في الأشهر المقبلة، أكد أن أسواق النفط قد تشهد تقلبات، خاصة مع تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض المناطق الرئيسية مثل الولايات المتحدة.
وأضاف أن أي تغيرات سلبية في الأسواق قد تدفع أوبك إلى إعادة النظر في خططها وتبني استراتيجيات جديدة للحفاظ على استقرار الأسعار.
في الختام، أشار الحلبي إلى أن أوبك بلس تمتلك القدرة على التفاعل السريع مع التحديات الاقتصادية والسياسية، ولديها مرونة عالية لتعديل سياساتها الإنتاجية وفقًا للظروف المتغيرة في أسواق النفط.