صحيفة أمريكية تفجر مفاجأة.. ماسك يتبرع بـ15 مليون دولار سرا لترامب


الاحد 03 اغسطس 2025 | 12:01 صباحاً
ترامب وماسك
ترامب وماسك
وكالات

في تطور مفاجئ أعاد تسليط الأضواء على العلاقة المعقدة بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كشفت تقارير إعلامية عن تقديم ماسك تبرعات مالية ضخمة بلغت 15 مليون دولار، وزعها بالتساوي على ثلاث لجان سياسية مؤيدة للحزب الجمهوري ومرتبطة بشكل مباشر بحملة ترامب الانتخابية.

هذا الدعم المالي اللافت جاء في 27 يونيو الماضي، ليطرح تساؤلات حادة حول طبيعة هذه العلاقة التي اتسمت مؤخرًا بالتوتر والخلافات العلنية، لاسيما بعد سلسلة من التراشقات الكلامية والإتهامات المتبادلة بين الطرفين.

تبرعات رغم العداء المعلن

بحسب صحيفة نيوزويك الأمريكية، جاءت تبرعات ماسك بعد أقل من أسبوعين على اندلاع خلاف علني بينه وبين ترامب، حيث اتهم ماسك الأخير بالتورط في التستر على قضايا تتعلق برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، في حين رد ترامب باتهامات قاسية، مهددًا بإلغاء العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، وواصفًا إياه بأنه "شخص خارج عن السيطرة وكارثة حقيقية".

ورغم هذا التصعيد، لم يتوانَ ماسك عن مواصلة تحركاته السياسية الغامضة، والتي كان أبرزها إجراء استفتاء مثير للجدل عبر منصته "إكس" في 4 يوليو، سأل فيه متابعيه عما إذا كان ينبغي تأسيس "حزب أمريكا" كبديل عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، خطوة اعتبرها البعض تحديًا صريحًا للمنظومة السياسية التقليدية في الولايات المتحدة.

ورغم انتقادات ترامب لفكرة إنشاء حزب ثالث، واعتباره الأمر "دعوة للفوضى السياسية"، لم يتراجع ماسك عن تصريحاته أو توجهاته الجديدة، بل بدا مصممًا على لعب دور سياسي مركزي أكثر تأثيرًا في المرحلة المقبلة.

من الدعم المطلق إلى الصدام.. ثم العودة

العلاقة بين ماسك وترامب لم تكن دائمًا على هذا القدر من التوتر. فعقب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، برز ماسك كواحد من أكبر الداعمين لحملة ترامب، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه تبرع بما يقرب من 250 مليون دولار لدعم إعادة انتخابه.

كما منحه ترامب لاحقًا منصبًا غير تقليدي تحت مسمى "وزير كفاءة الحكومة" (Department of Government Efficiency - DOGE)، وهو منصب مستحدث منحه سلطة واسعة للإشراف على الإنفاق الحكومي والتحقيق في كفاءة الإدارات الفيدرالية، الأمر الذي دفع البعض لوصفه بـ"الرئيس الثاني" للولايات المتحدة في تلك الفترة.

تناقضات مدروسة أم مناورة نفوذ؟

تبرعات ماسك الأخيرة، ورغم الخلافات الظاهرة، تشير إلى نهج سياسي بالغ التعقيد وربما البراغماتية في التعامل مع المشهد الأمريكي. فهو يهاجم ترامب علنًا ويطرح بديلاً سياسياً، ثم يعود ليضخ ملايين الدولارات في لجان داعمة له.

هذا السلوك المتقلب يفتح الباب أمام عدة تفسيرات، فهل يسعى ماسك إلى تأمين مكانه داخل الدائرة السياسية المحافظة تحسبًا لفوز ترامب في الانتخابات المقبلة؟ أم أن هذه التحركات جزء من استراتيجية أوسع لبناء نفوذ عابر للحزبين يمكنه من التأثير في القرار السياسي الأمريكي أيًّا كانت هوية شاغل البيت الأبيض؟

في ظل هذا المشهد الغامض، يبقى المؤكد أن ماسك لا يكتفي بلعب دور رجل الأعمال المؤثر فحسب، بل يسعى بوضوح إلى ترسيخ مكانته كفاعل سياسي له ثقله ورؤيته الخاصة لمسار الحكم في أمريكا، حتى وإن تطلب الأمر اللعب على كل الحبال.