رغم تأكيدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الرسوم الجمركية لن تؤثر على الأسعار داخل الولايات المتحدة، تشير مؤشرات الاقتصاد الأميركي إلى بوادر تضخم فعلي نتيجة تلك السياسات، في ظل تصاعد تكلفة استيراد العديد من السلع الأساسية.
زيادة الأسعار مع دخول رسوم جديدة حيز التنفيذ
الجولة الجديدة من الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات، والتي ستُطبق خلال الأسبوع المقبل، من المتوقع أن ترفع أسعار عدد كبير من السلع الاستهلاكية، خاصة مع عدم قدرة الشركات على الاستمرار في تحمل كامل التكاليف، مما يدفعها إلى تمرير جزء منها إلى المستهلك النهائي.
الحواسيب والإلكترونيات في صدارة المتأثرين
تُعد أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات من أبرز السلع التي ستتأثر بالرسوم الجديدة، خصوصاً تلك المستوردة من الصين، فيتنام، ماليزيا، تايوان، والهند.
وقد بدأت الأسعار فعلياً في الارتفاع، حيث سجّلت زيادة بنسبة 5% في أسعار الحواسيب خلال يونيو مقارنة بالعام الماضي، وفق بيانات التضخم الرسمية.
وتشير تقديرات مختبر الميزانية بجامعة ييل إلى أن الأسعار قد ترتفع بنسبة 18.2% على المدى القصير، و7.7% على المدى الطويل.
قطاع الملابس يواجه زيادات حادة
بسبب اعتماد السوق الأميركية على الاستيراد من دول مثل الصين، بنغلاديش، الهند، وفيتنام، قد تشهد الملابس ارتفاعاً يصل إلى 37.5% في المدى القريب و17.4% على المدى الطويل، ما يشكّل عبئاً إضافياً على المستهلكين.
الساعات ومنتجات الجلود ضمن القائمة
الرسوم المتبادلة التي ستُفرض على الساعات السويسرية قد تصل إلى 39%، ما يرفع أسعار المنتجات الجلدية المرتبطة بها بنسبة قد تتجاوز 39.7% مؤقتاً، و18.9% على المدى البعيد.
الأحذية والكحوليات في دائرة التأثر
ستُطبق تعريفات جمركية على الأحذية المستوردة من الصين، فيتنام، وإندونيسيا بنسبة تبدأ من 19%.
وفي سوق الكحول، التي يعتمد فيها الأميركيون على واردات من الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن ترتفع أسعار النبيذ والمشروبات الروحية نتيجة رفع الرسوم من 10% إلى 15%.
الأثاث والألعاب
تعد فيتنام والصين أكبر مورّدي الأثاث والألعاب إلى الولايات المتحدة، وقد بدأت الشركات المُصنعة فعلياً في التحذير من ارتفاع الأسعار بسبب الرسوم الجديدة، خاصة في ظل الزيادات المتزامنة على واردات الدولتين.
متى يظهر تأثير الرسوم على الأسعار؟
رغم دخول الرسوم حيّز التنفيذ، لم تُلاحظ حتى الآن زيادة كاملة في الأسعار، ويرجع ذلك إلى أن العديد من الشركات قامت بـتخزين كميات كبيرة من السلع مسبقاً لتجنّب تأثير الرسوم على المدى القصير.
وبحسب تقديرات بنك جولدمان ساكس، فإن التأثير الحقيقي للرسوم على أسعار المستهلكين قد يستغرق نحو 8 أشهر للظهور بالكامل، بعد نفاد المخزون الحالي وبدء دخول الشحنات الجديدة التي تشمل الزيادات الجمركية.