قال الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ الاقتصاد العمراني، إن التركيز التاريخي للمشروعات العقارية الكبرى كان دائمًا في القاهرة الكبرى والإسكندرية، ما أدى إلى تركز فرص العمل والخدمات بها وجذب السكان من الريف والصعيد، ما تسبب في ظهور الإسكان العشوائي.
وأضاف فرج خلال لقائه مع الإعلامية رانيا الشامي ببرنامج "تعمير" على قناة on، أن مشروع "حياة كريمة" ساهم في تحسين الظروف في الصعيد، حيث توفر المياه الصالحة وفرص العمل والخدمات، ولكن رغم ذلك لا تزال التنمية العقارية في الصعيد أقل جاذبية للمطورين العقاريين مقارنة بالقاهرة الكبرى والساحل الشمالي.
وأوضح أن السبب الرئيسي لتردد المستثمرين في التوجه إلى الصعيد هو بطء حركة الطلب مقارنة بالمناطق الساحلية، حيث يفضل المستثمرون المشروعات التي تحقق دورة رأس مال سريعة خلال سنتين إلى ثلاث سنوات. وأكد أن الحل يكمن في تنفيذ مشاريع صغيرة ناجحة كنماذج في محافظات الصعيد لجذب مزيد من الاستثمارات.
وأشار إلى أن كل منطقة في الصعيد لها خصوصيات تجعلها مناسبة لأنواع مختلفة من المشروعات، مثل السياحة الدينية في المنيا وسوهاج، والسياحة العلاجية في سيوة، وغيرها من المجالات التي يمكن أن تساهم في خلق فرص عمل للشباب وتخفيف البطالة.
وحول إمكانية وجود مشاريع ضخمة مثل مشروع رأس الحكمة في الصعيد، قال فرج إن التنمية قد لا تستغرق 40 عامًا كما حدث في الساحل الشمالي، بل يمكن أن تتسارع خلال أقل من 10 سنوات إذا تم استثمار المحاور الاقتصادية مثل محور بورسعيد والإسماعيلية والسويس، بالإضافة إلى تطوير مناطق جنوب وشمال سيناء والواحات.
وأكد أن التنمية العمرانية في هذه المناطق يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة لتكون جزءًا من الخريطة الاقتصادية العمرانية لمصر.