أبل تستعد للانخراط بقوة في سباق الذكاء الاصطناعي


السبت 02 اغسطس 2025 | 04:24 مساءً
أبل
أبل
وكالات

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، أن الشركة بصدد اعتماد استراتيجية جديدة أكثر جرأة لمنافسة الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى استعدادها لزيادة الإنفاق بشكل ملحوظ، سواء عبر توسيع البنية التحتية لمراكز البيانات أو من خلال صفقات استحواذ كبيرة.

يُمثل هذا التوجه تغيراً جذرياً عن سياسة أبل التقليدية في ضبط الإنفاق، حيث كانت الشركة معروفة بالحذر المالي والاعتماد على صفقات استحواذ محدودة وصغيرة الحجم.

منافسة محتدمة مع عمالقة التكنولوجيا

تواجه أبل تحدياً كبيراً في مواكبة التقدم الذي تحرزه شركات مثل مايكروسوفت وجوجل (التابعة لألفابت)، واللتين استثمرتا بقوة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيما روبوتات الدردشة والمساعدات الذكية.

ومن المتوقع أن تنفق جوجل حوالي 85 مليار دولار خلال العام القادم، بينما تتجه مايكروسوفت لإنفاق يتجاوز 100 مليار دولار، تُخصص نسبة كبيرة منه لتطوير مراكز البيانات.

منفتحون على الاستحواذات الكبيرة

وفي مؤتمر صحفي أعقب إعلان نتائج الربع المالي الثالث، طرح المحللون تساؤلات حول ما إذا كانت أبل ستتخلى عن نهجها المتحفظ تجاه صفقات الاستحواذ الكبرى.

ردّ كوك قائلاً إن أبل استحوذت هذا العام على سبع شركات صغيرة، لكنه أشار إلى أن الشركة لا تستبعد القيام بصفقات أكبر مستقبلاً إذا كانت تُسهم في تسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لديها. وأضاف: "نحن لا نُقيّد أنفسنا بحجم معين، بل نركّز على مدى ملاءمة الشركة لأهدافنا التقنية".

ارتفاع فوري في أسهم أبل

بعد هذه التصريحات، شهدت أسهم أبل ارتفاعاً فورياً، إذ اعتبر المستثمرون توجه كوك بمثابة مؤشر على دخول أبل مرحلة جديدة من الانفتاح على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.

تاريخياً، اعتمدت أبل على استحواذات صغيرة لتعزيز تقنيات معينة، مثل صفقة Beats في عام 2014 مقابل 3 مليارات دولار، وشراء وحدة شرائح المودم من إنتل مقابل مليار دولار.

ضغوط قانونية وتحولات استراتيجية

تأتي هذه التحركات في وقت تواجه فيه أبل ضغوطاً من الحكومة الأميركية بسبب دعوى احتكار ضد الاتفاق الذي يجعل من محرك جوجل البحثي الخيار الافتراضي على أجهزة آيفون، وهي صفقة تدر على أبل مليارات الدولارات سنوياً، مما يجعل البحث عن مصادر دخل بديلة مسألة ضرورية.

توسع استثماري في مراكز البيانات

أعلنت أبل أنها ستزيد من استثماراتها في مراكز البيانات، وهو قطاع لم يكن ضمن أولوياتها في السابق، حيث كانت تصرف فيه مبالغ محدودة لا تتجاوز بضعة مليارات سنوياً.

وقال المدير المالي للشركة، كيفان باريخ، إن الإنفاق على مراكز البيانات سيتنامى بشكل ملحوظ، لكنه لن يكون "بنمو أُسّي"، مشيراً إلى استمرار اعتماد الشركة على تصميماتها الخاصة من الشرائح لتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الخصوصية وفقاً لنظامها البيئي المغلق.