الهند تتحدى تهديدات ترامب: لن نتوقف عن استيراد النفط الروسي


السبت 02 اغسطس 2025 | 12:25 مساءً
الهند تتحدى تهديدات ترامب: لن نتوقف عن استيراد النفط الروسي
الهند تتحدى تهديدات ترامب: لن نتوقف عن استيراد النفط الروسي
وكالات

أكدت الحكومة الهندية أنها ستواصل استيراد النفط من روسيا، رغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على الدول التي تتعامل تجاريًا مع موسكو.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير نشرته السبت، إن مسؤولين هنوداً شددوا على أن العلاقات مع روسيا في مجال الطاقة ستبقى قائمة، رغم الضغوط التي تمارسها واشنطن.

وكان ترامب قد صرّح للصحافيين في البيت الأبيض يوم الجمعة قائلاً: "على حد علمي، لن تشتري الهند النفط من روسيا بعد الآن"، في إشارة إلى رغبة واشنطن في التوصل إلى اتفاقية تجارية جديدة مع نيودلهي، تتضمن الحد من تعاملاتها مع موسكو.

الهند.. أكبر المستفيدين من تخفيضات النفط الروسي

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تحوّلت الهند إلى أحد أكبر مستوردي النفط الروسي عالميًا. ويرجع ذلك إلى التخفيضات الكبيرة التي منحتها روسيا للدول التي لم تلتزم بالعقوبات الغربية، وهو ما اعتبرته نيودلهي فرصة اقتصادية يصعب تجاهلها.

وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن الهند رفعت من وارداتها النفطية من روسيا بشكل غير مسبوق خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث قفزت من 0.2% فقط في مطلع 2022، إلى ما يقارب 45% من إجمالي واردات النفط بحلول مايو 2023، أي أكثر من مليوني برميل يوميًا.

وتشير التقديرات إلى أن حجم هذه التجارة بلغ نحو 275 مليار دولار سنويًا، ما مكّن روسيا من مواصلة تصدير نفطها، في حين استفادت الهند من الأسعار المخفّضة، إذ كانت تكرر جزءًا من النفط محليًا للاستهلاك، وتعيد تصدير الباقي إلى أوروبا على شكل ديزل ومنتجات مكررة.

ترامب يلوّح بتعريفات جمركية وضرائب إضافية

وفي وقت سابق، انتقد ترامب بشدة استمرار الهند في شراء النفط الروسي، مهددًا بفرض تعريفات جمركية عقابية تصل إلى 25%، ضمن مساعيه لسد العجز التجاري بين البلدين، والذي يبلغ 44 مليار دولار.

ويرى محللون أن فرض هذه الرسوم قد يؤثر على وتيرة نمو الاقتصاد الهندي، رغم أنها لا تزال تُصنّف كأسرع الاقتصادات نموًا في العالم، وتُنافس اليابان وألمانيا في الناتج المحلي الإجمالي.

علاقة تاريخية مع روسيا وأولوية في أمن الطاقة

تاريخيًا، جمعت الهند وروسيا علاقات تجارية وثيقة، خاصة في مجالات الدفاع والطاقة. وترى نيودلهي أن استمرار التعاون في قطاع النفط لا يتعارض مع مصالحها الاستراتيجية، خاصة في ظل احتياجها الدائم للطاقة وسعيها لحماية استقرار عملتها المحلية "الروبية".

وقد استفادت الروبية من تخفيض تكلفة الواردات، وهو ما ساعد الاقتصاد الهندي على احتواء الضغوط التضخمية، وتحقيق وفورات ملموسة في فاتورة الطاقة.