تدخل البنك المركزي الصيني لتحقيق الاستقرار لسعر صرف اليوان من خلال سعره المرجعي اليومي، وذلك بعدما تراجع إلى أدنى مستوى له في شهرين نتيجة صعود الدولار الأمريكي.
سعر صرف اليوان
قام بنك الشعب الصيني بتحديد سعر صرف اليوان المرجعي اليوم عند نحو 7.15 مقابل الدولار، وهو ما شكل انحرافا كبيرا عن تقديرات المحللين، ويُعد الأكبر منذ أواخر أبريل الماضي. وتمثل هذه الخطوة إشارة دعم للعملة التي تراجعت بعد أن بلغ الدولار الأمريكي أقوى مستوياته في شهرين.
ارتفاع الدولار الأمريكي
يعيد البنك المركزي تأكيد دعمه للعملة مع تسارع وتيرة ارتفاع الدولار الأمريكي، مدفوعًا باتفاقيات تجارية تصب في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية، بإشارات من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تفيد بأنه سيتريث في خفض أسعار الفائدة. كان بنك الشعب الصيني قد امتنع إلى حد كبير عن دعم اليوان في مايو ويونيو الماضيين، حين كانت العملة تسير في اتجاه صعودي.
قال خون غو، رئيس أبحاث آسيا لدى مجموعة " أستراليا أند نيوزيلند بانكينج جروب": "سيساعد هذا التثبيت على الحد من ضعف اليوان اليوم. السلطات لا ترغب في تقلبات مفرطة في سعر العملة، وهي تختار تثبيتها عند مستوى 7.15 تقريبًا، رغم قوة صعود الدولار".
صعد اليوان في السوق الخارجية بنسبة 0.2% إلى 7.1993 مقابل الدولار اليوم، بعدما كان قد تراجع إلى 7.2146 أمس، وهو أضعف مستوى له منذ مطلع يونيو الماضي. حافظ اليوان، إلى جانب الدولار السنغافوري، على تماسكه اليوم، في حين تراجعت عملات آسيوية أخرى تحت وطأة مكاسب الدولار الأميركي الليلة الماضية.
دفاع بنك الشعب الصيني عن اليوان
بالنسبة لبنك الشعب الصيني، يظل الدفاع عن اليوان في وجه أي تراجع حاد أولوية قصوى، خصوصًا في ظل المفاوضات الجارية بشأن اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقال مسؤول في البنك بوقت سابق من الشهر الجاري بأن الصين لا تسعى إلى تحقيق أي ميزة تنافسية من خلال خفض قيمة عملتها.
يُعد انتعاش الدولار الأمريكي مؤخرا -الذي دفع بالفعل صناديق التحوط إلى التخلي عن رهاناتها على هبوطه- اختبارا لثقة المضاربين على الصعود اليوان. كانت مؤسسات بارزة في وول ستريت، من بينها "مورجان ستانلي" و"يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت" و"دويتشه بنك"، قد توقعت في مذكراتها البحثية هذا الشهر أن يصل اليوان إلى مستوى 7.1 أو أدنى.
زادت المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأميركية من قوة الدولار الأميركي، وأثرت سلبيًا على عملات أخرى مثل اليورو والروبية الهندية، وذلك قبل أن يقفز مؤشر بلومبرغ لقياس أداء الدولار الأمريكي أمس، بعد أن صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بأنه لم يُتخذ أي قرار بشأن تحرك في سبتمبر المقبل، ما دفع المتداولين إلى خفض توقعاتهم بشأن خفض الفائدة العام الجاري.
جيروم باول المتشدد
قالت فيونا ليم، كبيرة الخبراء الاستراتيجيين للعملات لدى بنك "مالايان بانكينج"، إن الأسواق فوجئت بموقف باول الذي بدا أكثر تشددا مما كان متوقعا.
اختتمت: "يستخدم بنك الشعب الصيني سعر التثبيت لتحقيق التوازن في سعر صرف اليوان، ملتزمًا بموقفه المتمثل في ضمان استقرار العملة، مع السماح في الوقت ذاته لقوى السوق الأوسع بتحديد اتجاهها".