خبير اقتصادي: الوقود الأمريكي سيرفع تكلفة الإنتاج.. والصناعة الأوروبية ستدفع الثمن

قال ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، إن الاتفاق التجاري الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يكن مفاجئًا، بل جاء نتيجة مفاوضات مكثفة بدأت منذ مارس الماضي، وبلغت ذروتها مع اقتراب تنفيذ التعريفات الجمركية الأميركية الجديدة.

وأوضح بكور في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن أوروبا اضطرت للتفاوض تحت ضغط ما وصفه بـ"السيف المسلط"، حيث كانت الولايات المتحدة على وشك فرض رسوم جمركية تتراوح بين 30% و50% على عدد من المنتجات الأوروبية، وهو ما دفع بروكسل للقبول بنسبة رسوم موحدة قدرها 15% تجنبًا لتداعيات أشد.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن الاتفاق، رغم اعتباره "أفضل السيئ"، يحمل في طياته تنازلات كبيرة من الجانب الأوروبي، مؤكدًا أن أوروبا فقدت جانبًا من سيادتها الاقتصادية، بعدما أُجبرت على توجيه استثماراتها نحو الولايات المتحدة، إلى جانب التزامها بشراء الطاقة – بما في ذلك الغاز والطاقة النووية – من الأسواق الأمريكية بأسعار أعلى مقارنة بالأسواق الإقليمية أو العالمية.

وأشار بكور إلى أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج الصناعي في أوروبا، خصوصًا في قطاعات الطاقة والسيارات، مشيرًا إلى أن شركة فولكس فاجن على سبيل المثال سجلت ضرائب بقيمة مليار و93 مليون دولار في النصف الأول فقط من العام، قبل دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.

وفي السياق ذاته، اعتبر بكور أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس سياسة اقتصادية هجومية تهدف إلى تعديل الميزان التجاري لصالح واشنطن، بعد أن سجل الاتحاد الأوروبي فائضًا تجاوز 147 مليار دولار على حساب الولايات المتحدة في عام 2024، وهو ما وصفه ترامب بـ"الخلل الهيكلي" الذي يجب تصحيحه.

واختتم بكور تصريحه بالتأكيد على أن الشهور المقبلة ستشهد تبعات اقتصادية مباشرة على المواطن الأوروبي، لا سيما مع ارتفاع أسعار السلع، وتباطؤ النمو في بعض القطاعات الإنتاجية المتأثرة بتكلفة الطاقة والضرائب المفروضة حديثًا.