هدنة تجارية جديدة بين أمريكا والصين.. وزير التجارة الأمريكي يرجّح تمديدها 90 يوماً

كشف وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك عن توقعات قوية بتمديد اتفاق الهدنة التجارية القائم بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يوماً إضافية، مشيراً إلى أن المفاوضات الجارية حالياً في العاصمة السويدية ستوكهولم قد تُفضي إلى نتائج ملموسة في هذا الاتجاه، رغم أن القرار النهائي لا يزال في يد الرئيس دونالد ترامب.

وأوضح لوتنيك، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أن التمديد "نتيجة مرجحة" في ظل سير المحادثات بشكل إيجابي، مضيفاً: "بالتأكيد يبدو الأمر كذلك، لكن الكلمة الأخيرة للرئيس ترامب".

وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تُعقد حالياً جولة جديدة من المحادثات بين البلدين برئاسة نائب رئيس الوزراء الصيني خي ليفينغ ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، وسط اهتمام عالمي واسع بأكبر اقتصادين في العالم.

تمديد مرتقب قبل انتهاء المهلة

من المقرر أن تنتهي الهدنة الحالية في 12 أغسطس، ما دفع الجانبين إلى تسريع خطوات الحوار لتفادي العودة إلى تصعيد التعريفات الجمركية. 

وتشمل الملفات المطروحة على طاولة النقاش موضوعات حساسة أبرزها الرسوم المرتبطة بالاتجار غير المشروع بمادة الفنتانيل، ومشتريات الصين من النفط الإيراني والروسي الخاضع للعقوبات الأمريكية.

وسبق أن أسفرت جولات تفاوض سابقة عن تقليص الرسوم المتبادلة وتخفيف القيود المفروضة على تصدير بعض المعادن النادرة والتقنيات المتقدمة، مما ساعد في تهدئة الأسواق العالمية.

مفاوضات متعددة على جبهات أخرى

بالتزامن مع المفاوضات مع بكين، تواجه واشنطن مهلاً زمنية حاسمة مع شركاء تجاريين آخرين، أبرزها الرسوم المتبادلة التي أعلن عنها ترامب سابقاً وتدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، رغم أن هذه الرسوم جُمِّدت سابقاً بسبب ردود فعل الأسواق، إلا أن الرئيس الأمريكي عاد مؤخرًا للإشارة إلى أنه قد يفرض رسومًا جديدة تتراوح بين 15% و20% على أكثر من 150 دولة.

وكان ترمب قد أمهل الدول المعنية حتى منتصف يوليو للتفاوض على خفض الرسوم، قبل أن يمدد المهلة حتى أغسطس الجاري، ملوّحًا بإصدار مراسلات تحدد معدلات الرسوم لكل دولة على حدة.

تحركات يابانية وكورية لإبرام صفقات

من بين الدول الساعية لإيجاد حلول، نجحت اليابان في التوصل إلى صفقة خفضت بموجبها الرسوم على صادراتها، لا سيما السيارات، من 25% إلى 15%، مقابل تعهدها بإنشاء صندوق استثماري بقيمة 550 مليار دولار داخل الولايات المتحدة.

كذلك تسعى كوريا الجنوبية للتوصل إلى اتفاق مماثل، حيث يجري مفاوضوها مناقشات لإنشاء صندوق استثمار مقابل خفض الرسوم الجمركية، وقد سافر الوفد الكوري إلى اسكتلندا للقاء وزير التجارة الأمريكي والممثل التجاري جيميسون غرير، بالتزامن مع زيارة ترمب هناك.

وفي هذا السياق، أكد لوتنيك أن الرئيس ترامب لا يزال منفتحًا على إبرام اتفاقات، قائلاً: "كل الأوراق بيد الرئيس، وسيحدد بنفسه معدلات الرسوم التي ستُطبّق، وكيف ستفتح الدول أسواقها أمام المنتجات الأمريكية".