أبو الغيط من نيويورك: التطبيع مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وهم سياسي خطير


الاثنين 28 يوليو 2025 | 07:29 مساءً
أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط
أحمد عثمان

أكد السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الرهان الإسرائيلي على تحقيق التطبيع الكامل في ظل استمرار الاحتلال والاستيطان هو رهان خاسر ووهم سياسي خطير، مشددًا على أن الطريق إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة يبدأ فقط من بوابة إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

جاء ذلك خلال مشاركة أبو الغيط في الجلسة الحوارية الخاصة بعرض نتائج مجموعات العمل ضمن أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والذي انطلقت فعالياته بمدينة نيويورك في الفترة من 28 إلى 30 يوليو 2025.

جهود مشتركة بقيادة عربية وأوروبية

وقدّم الأمين العام إلى جانب السيدة دوبرافكا شويكا، المفوض الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، النتائج النهائية لمجموعة العمل الثامنة المعنية بـ"جهود يوم السلام"، والتي تشترك في رئاستها كل من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، وتُعنى بتعزيز الدعم الدولي لأي مسار واقعي وجاد نحو تسوية سياسية نهائية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأشار أبو الغيط في كلمته، وفق ما نقله المتحدث الرسمي باسمه السفير جمال رشدي، إلى أن "جهود يوم السلام" شهدت مساهمات فاعلة من عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، إضافة إلى مبادرات من مؤسسات المجتمع المدني، ما يؤكد وجود إجماع دولي متزايد على ضرورة إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

"حزمة دعم السلام": رؤية مشروطة بتجسيد الدولة الفلسطينية

وشدد الأمين العام على أن هناك ما يُعرف بـ"حزمة دعم السلام"، والتي يرعاها الاتحاد الأوروبي، ويمكن تقديمها للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها، لكن بشرطٍ واضح: تنفيذ حل الدولتين وتجسيد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة، وهو ما يشكل جوهر المبادرة العربية للسلام التي طُرحت قبل 23 عامًا، دون أن تلقى أي تجاوب فعلي من الجانب الإسرائيلي حتى اليوم.

وأكد أبو الغيط أن هذه المبادرة لا تزال قائمة وتمثل أساسًا أخلاقيًا وسياسيًا لأي تسوية عادلة، ولكن التجاهل الإسرائيلي المتعمد لذلك الطرح يقوض فرص تحقيق السلام، ويعمق من حالة فقدان الثقة.

الاحتلال هو العائق.. ولا سلام دون عدالة

في مداخلته الصريحة، أشار أبو الغيط إلى أن الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي هما العقبتان الرئيسيتان أمام تحقيق أي سلام إقليمي دائم. وأوضح أن السلام لا يمكن أن يُفرض بالقوة أو من خلال تغييب الحقوق الفلسطينية المشروعة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني، وإلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.

واختتم الأمين العام تصريحاته بالتأكيد على أن أي تصور لدى إسرائيل بإمكانية تحقيق التعايش أو التطبيع من دون إنهاء الاحتلال، هو محض وهم سياسي لا أساس له من الواقعية، وأن العدالة هي الأساس الوحيد لسلام حقيقي ودائم.