طوّر باحثو شركة ميتا سوارًا مبتكرًا قادرًا على ترجمة إيماءات اليد إلى أوامر للتفاعل مع الأجهزة، مثل تحريك مؤشر الشاشة أو حتى كتابة النصوص في الهواء.
ويُتوقع أن يقدم هذا السوار حلاً ثوريًا للأشخاص ذوي الحركة المحدودة أو ضعف العضلات، حيث يسهل عليهم التحكم بأجهزتهم بطريقة بسيطة وفعّالة.
قراءة الإشارات العصبية عبر المعصم
في دراسة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة Nature، شرح فريق Reality Labs كيف يعمل الجهاز، الذي أُطلق عليه اسم sEMG-RD، والذي يعتمد على أجهزة استشعار تلتقط الإشارات الكهربائية العصبية التي يرسلها الدماغ إلى اليد. هذه الإشارات تُترجم إلى أوامر رقمية يمكن استخدامها للتحكم بأي جهاز متصل.
من النقر إلى الكتابة في الهواء
بدأت ميتا العمل على هذه التقنية منذ عام 2021 بقيادة توماس ريردون، مدير واجهات الحركة العصبية بالشركة. في البداية، كان الهدف تنفيذ مهام بسيطة مثل النقر، لكن الآن أصبح بإمكان السوار تنفيذ مجموعة واسعة من الإيماءات تشمل:
تحريك المؤشر
النقر والإشارة بأصابع اليد
الكتابة في الهواء بسرعة تصل إلى 20.9 كلمة في الدقيقة، وهي سرعة مقاربة للكتابة على الهاتف الذكي.
تقنية قابلة للاستخدام فورًا بدون معايرة شخصية
من أبرز مزايا هذا الجهاز أنه لا يتطلب معايرة فردية لكل مستخدم. فقد طوّر الباحثون نماذج تعتمد على بيانات تدريب من آلاف المشاركين، مما يسمح للسوار بقراءة إشارات أي مستخدم جديد بدقة فورية، تمامًا مثل استخدام فأرة الحاسوب دون إعداد مسبق.
منافسة قوية وتقنيات مشابهة
سبق أن ظهرت أنظمة مشابهة، مثل نموذج 2023 الذي استخدم مستشعرات الضغط الجوي للتعرف على 10 إيماءات مختلفة، أو Mudra Band الذي يسمح بالتحكم في ساعة Apple Watch باستخدام إشارات عصبية بسيطة. لكن سوار ميتا يتفوق بقدرته على محاكاة التفاعل الطبيعي والمعقد مع الواجهات الرقمية.
تفاعل أكثر ذكاء وراحة
يرى الفريق البحثي أن هذه التقنية قابلة للتطوير نحو مزيد من الدقة، مثل رصد شدة الإيماءة لاستخدامها في أدوات تحكم احترافية مثل الكاميرات أو وحدات الألعاب. كما يمكن أن تقلل الجهد البدني اللازم لتشغيل الأجهزة، مما يعزز من سهولة الوصول وراحة الاستخدام. والأكثر إثارة هو فتح الباب أمام أشكال جديدة من التفاعل البشري مع التكنولوجيا، لم يتم تسميتها بعد.