عرض مبهر للروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بشنغهاي


الاحد 27 يوليو 2025 | 01:25 مساءً
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
محمد عاطف

شهد مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي (WAIC) في مدينة شنغهاي عرضًا مثيرًا لأنواع متعددة من الروبوتات التي أدت مهامًا تتراوح بين تقديم المشروبات، ولعب لعبة "الماهونغ" الصينية التقليدية، إلى ترتيب البضائع، وحتى استعراض القتال الظلي داخل حلبة ملاكمة. هذا المشهد يعكس بقوة التقدم الطموح الذي تحرزه الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، ورغبتها في احتلال موقع ريادي عالمي في هذا القطاع.

منصة لعرض إنجازات الصين في سباق الذكاء الاصطناعي

يُعد المؤتمر السنوي منصة استراتيجية لعرض التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، في وقت تتصاعد فيه المنافسة مع الولايات المتحدة للسيطرة على مستقبل هذه التكنولوجيا. وتسعى الصين من خلال هذا الحدث إلى ترسيخ مكانتها كقوة عالمية ليس فقط على صعيد تطوير التقنيات، بل كذلك في مجال تنظيمها وحوكمتها.

الصين تطلق هيئة جديدة لحوكمة الذكاء الاصطناعي

أعلن رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، في كلمة الافتتاح، عن تأسيس هيئة جديدة تُعنى بالتعاون في تنظيم الذكاء الاصطناعي. وشدد على ضرورة إيجاد توازن بين الاستفادة من هذه التكنولوجيا المتقدمة ومخاطرها المحتملة، في إشارة إلى التحديات المرتبطة بالاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.

روبوتات بشرية بأسعار في متناول اليد

من أبرز العروض التكنولوجية في المؤتمر كان روبوت "G1" من شركة "يوني تري" بمدينة هانغتشو، والذي يتميز بطوله البالغ 130 سم وقدرته على الحفاظ على توازنه أثناء أداء الحركات القتالية. كما كشفت الشركة عن نموذج "R1" بالحجم الكامل، الذي لا يتجاوز سعره 6000 دولار، ما يفتح المجال أمام تسويقه على نطاق واسع، سواء في الصناعات أو في الاستخدامات اليومية.

صعود "البشر الرقميين" والتفاعل الواقعي

لم يقتصر التطور التكنولوجي على الروبوتات المجسمة، بل شمل أيضًا ظهور "البشر الرقميين" على شاشات العرض، وهم شخصيات افتراضية تتقمص أدوارًا متنوعة مثل رجال الأعمال، المحاربات، والمشاهير الرقميين. وقد تميز بعضهم بالقدرة على التفاعل مع الزوار بشكل فوري، عبر محادثات بسيطة أو تقديم عروض لإنشاء شخصيات رقمية خاصة.

الجيل الجديد من الشخصيات الرقمية من شركة بايدو

كشفت شركة "بايدو" عن إطلاق جيل جديد من "البشر الرقميين" يتمتعون بقدرات متقدمة تشمل التفكير، اتخاذ القرارات، والعمل التعاوني. وأشارت إلى أن أكثر من 10,000 شركة في الصين تعتمد بالفعل على هذه التكنولوجيا في أنشطتها، ما يبرز سرعة انتشارها واعتمادها في بيئات العمل المختلفة.

الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة وليس لإلغاء الوظائف

ورغم تنامي القلق بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، أكدت إحدى المسؤولات في شركة بايدو أن الغرض من هذه التقنيات هو تعزيز الإنتاجية، وليس استبدال العنصر البشري. وأوضحت أن وجود الإنسان لا يزال ضروريًا في جميع مراحل العمليات، ما يسلط الضوء على أهمية التفاعل البشري إلى جانب التطور التكنولوجي.

بنية تحتية رقمية قوية تتيح آفاقًا واسعة للتطوير

أكد يانغ ييفان، مدير البحث والتطوير في شركة "ترانس وورب"، أن الصين تمتلك قاعدة بيانات ضخمة وبيئات تجريبية متنوعة، ما يوفر أرضية غنية لتطوير واختبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي. هذه المعطيات تمنح الصين فرصة كبيرة لتعزيز ريادتها في هذا المجال الحيوي على المستوى العالمي.