حققت البنوك السعودية المدرجة في السوق المالية طفرة لافتة في نتائجها المالية للربع الثاني من عام 2025، حيث سجلت أرباحًا جماعية بلغت 22.6 مليار ريال – باستثناء بنك الجزيرة – بزيادة سنوية 17.6%، وهو ما يمثل أعلى أرباح فصلية للقطاع على الإطلاق.
تفاوت في الأداء بين البنوك الكبرى والصغيرة
رغم الأداء القوي، كشفت النتائج عن تباين واضح في معدلات نمو الأرباح بين البنوك. فبينما تراوحت نسب النمو بين 5% إلى 9% للبنوك الصغيرة مثل:
البنك السعودي للاستثمار
البنك السعودي الأول
البنك العربي الوطني
سجل مصرف الراجحي قفزة كبيرة بنسبة 31%، ليؤكد تفوقه مجددًا على البنك الأهلي السعودي من حيث النمو، رغم أن الأخير يحتفظ بمكانته كأكبر بنك في المملكة من حيث الأصول.
نمو القروض يقود الأرباح
أرجع عبد الله الربدي، الرئيس التنفيذي لشركة "رصانة المالية"، هذا الأداء القوي إلى نمو محفظة الإقراض نتيجة الطلب المرتفع من القطاع الخاص والاقتصاد بشكل عام، مؤكدًا أن التنافس على جذب الودائع بات حادًا بسبب أهميتها في تمويل هذا النمو، وهو ما أدى إلى نمو متفاوت في الودائع، خصوصًا لدى البنوك الكبرى.
"الراجحي" و"الأهلي" يستحوذان على أكثر من نصف الأرباح
سجل مصرف الراجحي نحو 6.15 مليار ريال من الأرباح، أي ما يمثل 27% من إجمالي أرباح القطاع، فيما سجل البنك الأهلي السعودي أرباحًا بقيمة 6.13 مليار ريال.
ارتفاع جودة الأرباح دون مكاسب استثنائية
ويرى محللون أن جودة الأرباح جاءت مرتفعة هذا الربع، إذ إن النمو اعتمد على ارتفاع دخل العمليات التشغيلية، وليس على أرباح استثنائية أو بنود غير متكررة، وهو ما يُعزز ثقة المستثمرين في أداء القطاع على المدى الطويل.
أزمة سيولة محتملة في الأفق
من أبرز القواسم المشتركة بين نتائج البنوك هو نمو القروض بوتيرة أسرع من نمو الودائع، وهو ما يُثير مخاوف من تحدي سيولة محتمل خلال الفترة المقبلة، بحسب ما أفاد به أشهر سليم، عضو مجلس إدارة جمعية "CFA" في السعودية.
توجه متزايد نحو أدوات الدين
استجابةً لهذا التحدي، تتجه البنوك السعودية بقوة نحو إصدار أدوات الدين مثل السندات والصكوك، حيث بلغت قيمة إصدارات البنوك نحو 6 مليارات دولار حتى نهاية مايو. وتُشير توقعات وكالة "ستاندرد آند بورز" إلى أن التمويل البنكي سيواصل النمو بنسبة 10% خلال العام الجاري.
تحديات الربحية في الأفق
في المقابل، حذر محمد زيدان، المحلل المالي الأول في "الشرق"، من أن الأسواق تترقب تراجعًا في الربحية والسيولة خلال الربعين الثاني والثالث، نتيجة ارتفاع تكلفة التمويل، وهو ما يعكس استمرار التحديات التي تواجه البنوك رغم المؤشرات الإيجابية الحالية.