ارتفاع وول ستريت بدعم من قرب اتفاق تجاري بين أمريكا وأوروبا

واصلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت مكاسبها، اليوم الأربعاء، مدعومة بتقارير إيجابية حول اقتراب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على غرار الاتفاق الأخير مع اليابان، إلى جانب أرباح قوية من شركات كبرى.

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن واشنطن وبروكسل تقتربان من اتفاق لتحديد تعريفة جمركية موحدة بنسبة 15% على الواردات الأوروبية، مع التنازل عن الرسوم على منتجات معينة مثل الطائرات والأجهزة الطبية، ما انعكس فورًا على معنويات المستثمرين.

جاء هذا الزخم الإيجابي بعد أن خفضت واشنطن الرسوم الجمركية على السيارات اليابانية من 27.5% إلى 15%، ضمن اتفاق ثنائي مع اليابان، إلى جانب اتفاق مشابه مع الفلبين شمل خفضًا طفيفًا في الرسوم.

المؤشرات الرئيسية في وول ستريت

سجل مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بـ 31.08 نقطة (+0.49%) إلى 6340.70، في حين صعد مؤشر ناسداك المركب بـ 43.28 نقطة (+0.21%) إلى 20935.97، أما داو جونز الصناعي، فارتفع 417.80 نقطة (+0.93%) ليصل إلى 44917.71، مقتربًا من أعلى مستوى تاريخي له.

وتراجع مؤشر التقلب VIX، المعروف بـ "مقياس الخوف"، إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من خمسة أشهر، في إشارة إلى تزايد ثقة المستثمرين في الأسواق.

حرب الرسوم الجمركية

كانت المفوضية الأوروبية قد لوحت في وقت سابق بفرض رسوم مضادة بقيمة 93 مليار يورو (نحو 109 مليارات دولار) على الواردات الأمريكية في حال فشل المفاوضات، قبل أن تظهر إشارات انفراج.

وقال لاري تينتاريلي، كبير الاستراتيجيين في "بلو شيب ديلي تريند": "السوق تثق بأن البيت الأبيض سيواصل إبرام صفقات تجارية تُجنب الاقتصاد مزيدًا من التوترات".

وتركز الأنظار الآن على نتائج أرباح "السبعة العظماء" (Magnificent Seven) – أبرز شركات التكنولوجيا التي دفعت السوق نحو مستويات قياسية، وينتظر المستثمرون إعلان أرباح شركتي تسلا وألفابت بعد إغلاق السوق، وتراجعت أسهم ألفابت بنسبة 0.9%، بينما حافظت تسلا على استقرارها.

في المقابل، ارتفعت أسهم GE Vernova بنسبة 14.1% لأعلى مستوى لها على الإطلاق، بعد تجاوز توقعات الأرباح للربع الثاني، كما صعد سهم Thermo Fisher بنسبة 11.8% للأسباب ذاتها، ما ساهم في تعزيز قطاع الصناعة ضمن مؤشر S&P 500.

وعلى الجانب السلبي، تراجعت أسهم Texas Instruments بنسبة 12.1% بعد نتائج مخيبة بسبب ضعف الطلب على الرقائق التناظرية، ما أثّر بدوره على أسهم شركات مثل NXP وAnalog Devices وON Semiconductor، التي انخفضت بين 2.7% و6.7%.

السوق العقاري

اقتصاديًا، سجلت مبيعات المنازل القائمة تراجعًا فاق التوقعات في يونيو، بينما يترقب المستثمرون بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية ومؤشر مديري المشتريات من S&P Global غدًا الخميس لتقييم الوضع الاقتصادي وسط حالة من الغموض بشأن السياسة النقدية.

ووفقًا لأداة CME FedWatch، استبعد المتداولون خفضًا لسعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في الاجتماع المقبل، مع ترجيح بنسبة 58% لتخفيض محتمل في سبتمبر.

وفي السوق، تفوقت الأسهم الرابحة على الخاسرة بنسبة 1.97 إلى 1 في بورصة نيويورك، و1.91 إلى 1 في بورصة ناسداك، كما سجل S&P 500 نحو 43 قمة جديدة في 52 أسبوعًا، مقابل انخفاضين، في حين شهد ناسداك 80 ارتفاعًا جديدًا و16 انخفاضًا.