الجامعة العربية: سياسات الاحتلال في غزة ترقى إلى جريمة إبادة جماعية والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل

عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعًا طارئًا اليوم بمقر الأمانة العامة في القاهرة، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، لمناقشة الأوضاع الكارثية في قطاع غزة في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي والحصار المتواصل المفروض على المدنيين الفلسطينيين.

الاجتماع جاء استجابة لتطورات ميدانية متسارعة في القطاع، حيث تتصاعد الانتهاكات بحق السكان وتُسجل يوميًا مشاهد مروعة من القصف والدمار والنزوح وانعدام أساسيات الحياة.

الاحتلال يهدف لتفريغ غزة من سكانها

أدان المجلس بشدة الممارسات الإسرائيلية الممنهجة التي وصفها بمحاولة لتفريغ غزة من سكانها الأصليين، عبر استخدام أدوات "القتل الجماعي والتجويع" وحرمان السكان من الغذاء والماء والدواء والكهرباء، وهي سياسات اعتبرها المجلس بمثابة جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي.

وشدد على أن استخدام الحصار كأداة عسكرية يمثل جريمة حرب لا يمكن السكوت عليها، داعيًا إلى تحرك قانوني على المستوى الدولي لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين.

دعوة لتحرك عربي ودولي لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين

طالب مجلس الجامعة العربية بـتحرك عربي ودولي واسع النطاق للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف العدوان ورفع الحصار فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية دون شروط أو قيود.

كما دعا إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، بما في ذلك من خلال المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، مؤكدًا ضرورة تفعيل المسارات القانونية الدولية باعتبارها جزءًا من الرد الاستراتيجي العربي.

منع الغذاء والدواء جريمة ضد الإنسانية

جدد المجلس تأكيده أن استمرار منع دخول الغذاء والدواء والكهرباء والمياه إلى غزة يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مضيفًا أن أي تقليص للدعم الإنساني الموجه للقطاع تحت ذرائع سياسية أو قانونية يعد انتهاكًا صارخًا للأخلاق وللقانون الدولي الإنساني.

وشدد على أن استخدام المعاناة كسلاح ضغط سياسي هو سلوك غير مشروع وغير إنساني، ويجب مواجهته دوليًا بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة.

ترحيب عربي ببيان الاتحاد الأوروبي بشأن غزة

رحب مجلس الجامعة ببيان صادر عن 28 دولة من الاتحاد الأوروبي بتاريخ 21 يوليو، والذي تضمن إدانة واضحة للسياسات الإسرائيلية ودعوة إلى حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الانتهاكات بحقهم، واعتبر المجلس أن هذا البيان يمثل خطوة إيجابية نحو بناء موقف دولي موحد للمساءلة والمحاسبة.

مطالبات بتفعيل المسارات القانونية في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية

دعا المجلس إلى استمرار التحركات داخل مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لدفع الملف الفلسطيني إلى الواجهة، مع التأكيد على ضرورة إحالة ملف الجرائم المرتكبة في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على إصدار رأي قانوني من محكمة العدل الدولية حول شرعية الحصار والعقوبات الجماعية المفروضة على القطاع.

الجامعة العربية تحذر: الصمت الدولي يشجع على مزيد من الجرائم

في ختام بيانه، حذر المجلس من أن استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم المرتكبة في غزة يمثل عاملًا مباشرًا في ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب، ويشجع على تكرار الانتهاكات بحق المدنيين.

ودعا إلى تحرك عربي موحد على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، لحشد الدعم الدولي والضغط من أجل إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.