شهدت مصر يوم 8 يوليو 2025 أزمة رقمية غير مسبوقة، بعد اندلاع حريق في سنترال رمسيس، أحد أقدم وأهم مراكز الاتصالات في البلاد، ما أدى إلى توقف عدد كبير من الخدمات الحيوية، من بينها خدمات الإنترنت والمحمول والخطوط الأرضية، إضافة إلى تعطل جزئي في بعض الخدمات البنكية والمدفوعات الرقمية.
وفي حوار خاص مع قناة CNBC عربية، اعتبر الدكتور عبد الوهاب غنيم، نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، أن الحريق كان بمثابة "جرس إنذار مبكر" بشأن الاعتماد على بنى تحتية قديمة ومراكز اتصالات تقع في مناطق شديدة التكدس السكاني. وأوضح أن المبنى المتضرر يعود عمره إلى نحو 100 عام، رغم تحديث محتوياته داخليًا.
وأكد الدكتور غنيم أن الخدمات الحكومية الرقمية لم تتأثر بالحريق، كونها تعمل من مراكز بيانات حديثة تم إنشاؤها في العاصمة الإدارية الجديدة ومدن أخرى خارج القاهرة الكبرى، مضيفًا أن الحل الأمثل هو نقل الأحمال من السنترالات القديمة إلى مراكز حديثة في مواقع آمنة خارج الكتلة السكنية.
وأشار أيضًا إلى أهمية التحول الرقمي، مؤكدًا أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، حيث وصلت نسبة الشمول المالي إلى أكثر من 68%، وهو ما يبرز أهمية البنية الرقمية كأحد أعمدة الاقتصاد الحديث، خاصة في ظل تجاوز حجم الاقتصاد الرقمي العالمي 55 تريليون دولار.
وفي سياق الحديث عن البنية التحتية، شدد على أن التحول إلى الجيل الخامس (5G) سيشكل فارقًا كبيرًا في سرعة وأداء الخدمات، لا سيما في قطاعات الأعمال والبنوك، موضحًا أن الاستثمارات في التكنولوجيا الحديثة وتدريب الكفاءات الشابة أصبحت ضرورة وليست رفاهية.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة الإسراع في تنفيذ خطة شاملة لتحديث السنترالات القديمة، ودعم قطاع التعهيد، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية ورفع صادرات الخدمات الرقمية التي تتراوح حاليًا بين 6 و8 مليارات دولار سنويًا.