تفاصيل قصة الأمير النائم من البداية حتى النهاية.. رحل بعد استمراره 20 عاما في غيبوبة


الاحد 20 يوليو 2025 | 01:01 صباحاً
الأمير النائم
الأمير النائم
علي الشامي

في مشهد مؤثر حبس أنفاس الكثيرين، رحل الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف إعلاميا بـ«الأمير النائم»، بعد أن قضى نحو 20 عاما في غيبوبة تامة إثر حادث سير مأساوي، وسط حزن عميق خيم على عائلته ومحبيه الذين تمسكوا بالأمل حتى اللحظة الأخيرة، لعل معجزة ما توقظه من غيبوبته الطويلة.

إلا أن القدر كان له رأي آخر، ليسدل الستار على واحدة من أطول حالات الغيبوبة المعروفة، وتتصدر أخبار وفاته منصات التواصل الاجتماعي، حيث نعاه الجميع بكلمات تفيض بالمشاعر.

غيبوبة استمرت 20 عاما.. ماذا حدث في 2005؟

تعود تفاصيل القصة إلى عام 2005، حين تعرض الأمير الوليد بن خالد، وهو طالب بكلية عسكرية آنذاك، لحادث سير مروع أدى إلى دخوله في غيبوبة تامة.

منذ تلك اللحظة، أصبح الأمير في حالة صحية معقدة؛ يعيش على أجهزة التنفس الصناعي ويتلقى تغذيته عبر أنبوب خاص، دون أن يُظهر مؤشرات واضحة على الوعي أو التفاعل.

ورغم مرور السنوات وتعاقب الأطباء على حالته، ظل نشاطه الدماغي في حدوده الدنيا، وفي عام 2019، أثار الأمير الوليد اهتمام المتابعين بعد أن أظهر حركات طفيفة، مثل رفع إصبعه أو تحريك رأسه، الأمر الذي منح عائلته ومتابعي حالته بصيصا من الأمل، لكن تلك الإيماءات لم تكن كافية للتأكيد على إمكانية استعادة الوعي الكامل.

والده تمسك بالأمل حتى النهاية

كان الأمير خالد بن طلال آل سعود، والد الأمير الوليد، من أكثر المتشبثين بالأمل في أن يعود ابنه إلى الحياة الطبيعية، رافضا جميع النصائح الطبية التي أوصت بوقف دعم الحياة.

وصرح في وقت سابق بكلمات تعكس إيمانه العميق بالقضاء والقدر: «لو شاء الله أن يموت في الحادث، لكان الآن في قبره».

وبناء على هذا الإيمان، قرر أن يستمر في دعم ابنه طبيا، ليظل الأمير النائم على أجهزة الإنعاش طوال ربع قرن تقريبا، وسط رعاية طبية متواصلة في العاصمة الرياض.

من هو الأمير النائم؟

الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود هو أحد أفراد العائلة المالكة السعودية، وحفيد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.

عُرف بلقب "الأمير النائم" بعد الحادث الذي أدخله في غيبوبة عام 2005، وأصبح رمزًا لصبر العائلة وإصرارها على التمسك بالأمل في ظل التحديات الطبية.

وعلى مدار سنوات الغيبوبة، تابعه الملايين عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر كثيرون عن تعاطفهم ودعواتهم المستمرة لشفائه.

رحيله ونعي مؤثر من العائلة

أعلن الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز، والد الأمير الوليد، خبر الوفاة رسميًا عبر حسابه على منصة "X" (تويتر سابقًا)، وكتب بكلمات مؤثرة نابعة من قلب أب فقد ابنه بعد سنوات طويلة من الأمل والانتظار:

«بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، ننعى ابننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم».

وتفاعل آلاف المتابعين مع خبر الوفاة، معبرين عن حزنهم الشديد وداعين للفقيد بالرحمة، ولعائلته بالصبر والسلوان، لتُطوى بذلك صفحة إنسانية وإن كانت حزينة، فقد ألهمت الكثيرين بقصتها المليئة بالصبر والإيمان.