عودة سيجا.. أيقونة الألعاب اليابانية تستعيد المجد من بوابة سونيك وهوليوود


الجمعة 18 يوليو 2025 | 09:22 مساءً
محمد عاطف

بعد سنوات من التراجع، استعادت شركة "سيجا" اليابانية بريقها مجددًا، مدفوعة بنجاحاتها الأخيرة في عالم الترفيه، وتحديدًا عبر بوابة هوليوود وانتعاش الثقافة الشعبية اليابانية عالميًا.

فمع تزايد إقبال السياح على طوكيو، وتجدّد الاهتمام بالأنمي وألعاب الفيديو والمانغا، تستثمر "سيجا" هذا الزخم لإعادة تقديم نفسها للأجيال الجديدة، مع الحفاظ على روابطها القوية مع جمهورها القديم الذي نشأ على ألعابها الكلاسيكية.

عودة إلى المتاجر... والانطلاق من طوكيو

افتتحت "سيجا"، يوم الجمعة، أول متجر رسمي لها في اليابان منذ أكثر من 20 عامًا، في حي شيبويا الشهير بطوكيو، في خطوة تلت افتتاح متجر مشابه في شنغهاي خلال مايو الماضي.

ويُعد هذا التوسع جزءًا من استراتيجية دولية جديدة، بحسب ما أكده شوجي أوتسومي، المدير التنفيذي للعمليات، الذي قال:

"لقد واجهنا صعوبات، لكننا عدنا اليوم، ونتطلع إلى العالم لا إلى اليابان فقط".

نجاح سينمائي يعيد الزخم

رغم توقفها عن تصنيع أجهزة الألعاب منذ عام 2001 بعد فشل جهاز "دريم كاست"، إلا أن "سيجا" واصلت تحقيق النجاح من خلال تطوير الألعاب، لا سيما عبر استثمار شخصياتها الشهيرة مثل "سونيك" و"شينوبي" في السينما والتجارة.

وقد مثّل نجاح فيلم "سونيك 3"، الذي صدر أواخر 2024، نقطة تحول للشركة، إذ تصدّر شباك التذاكر في أميركا الشمالية، وحقق أحد أفضل افتتاحيات شهر ديسمبر منذ سنوات.

ويُنظر إلى هذا الإنجاز كجزء من موجة بدأت عام 2020 مع أول فيلم لسونيك، ثم تصاعدت مع فيلم "سوبر ماريو" في 2023.

مشاريع طموحة تجمع السينما والألعاب

تعمل "سيجا" حاليًا على تحويل عدد من أشهر ألعابها إلى أعمال درامية وسينمائية، منها:

فيلم عن لعبة "شينوبي"

مسلسل مستوحى من سلسلة "ياكوزا" على منصة أمازون برايم

مشروع سينمائي محتمل للعبة "بيرسونا"

وفي إطار توسعها في سوق ألعاب الهواتف، استحوذت "سيغا" في 2023 على شركة "روفيو" الفنلندية، المطورة للعبة "أنغري بيردز".

كما تطور الشركة حاليًا ما تصفه بـ "لعبة خارقة" – مشروع عالمي ضخم يستند إلى الذكاء الاصطناعي والعناصر الاجتماعية.

بناء جمهور متعدد الأجيال

في ظل توجه السوق نحو الترفيه التفاعلي، يرى محللون مثل ديفيد كول من "DFC Intelligence" أن مستقبل النمو في قطاع الألعاب يعتمد على ألعاب تبني المجتمعات وتعزز الولاء.

ويضيف كول: "سيغا تخاطب جيل التسعينات الذي نشأ على ألعابها، وتعيد ربطهم بها من خلال الأفلام والمتاجر، كما يُعرّف هؤلاء الآباء أبناءهم على سونيك وستريتس أوف رايدج... وهذه قيمة عاطفية وتجارية غير مستغلة حتى الآن".

عودة بشكل مختلف

يرى مراقبون أن عودة "سيجا" لا تقتصر على الحنين إلى الماضي، بل تتم عبر رؤية معاصرة تدمج الألعاب والسينما والتقنية لتلبية تطلعات جمهور عالمي متنوع.

ومع نجاحات متتالية في شباك التذاكر، وتوسع دولي مدروس، تبدو "سيجا" اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة مجدها، ولكن بوجه جديد، ووسائط متعددة.