أسعار النفط تقفز مع حزمة عقوبات أوروبية جديدة على روسيا ومخاوف من شح الإمدادات

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الجمعة، مدفوعة بإقرار الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة تستهدف قطاع الطاقة الروسي، مما أثار مخاوف بشأن نقص الإمدادات في السوق الأوروبية.

أسعار النفط العالمية

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 68 سنتًا، أو 1%، لتصل إلى 70.20 دولارًا للبرميل، كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بـ81 سنتًا، أو 1.2%، لتسجل 68.35 دولارًا، وتزامن ذلك مع قفزة في علاوة العقود الآجلة لزيت الغاز منخفض الكبريت على خام برنت بنحو 15% لتصل إلى 27.27 دولارًا، في أعلى مستوى لها منذ فبراير 2024.

ويأتي هذا الارتفاع عقب اتفاق الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، والتي تضمنت تخفيض سقف أسعار النفط الروسي إلى 47.6 دولارًا، وحظر استيراد أي منتجات بترولية مصنّعة من الخام الروسي، مع استثناءات تشمل واردات من دول مثل النرويج والولايات المتحدة وكندا.

 العقوبات الأوروبية على روسيا

في السياق ذاته، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاجا كالاس، إن شركة "روسنفت" الروسية أصبحت هدفًا مباشرًا للعقوبات، بما في ذلك مشاريعها الدولية مثل المصفاة الجديدة في الهند.

وأشار محللون في بنك UBS إلى أن الحظر الأوروبي وخفض المخزونات في شمال غرب أوروبا قد دفعا إلى ارتفاع أسعار زيت الغاز، في وقت تعتمد فيه القارة الأوروبية على واردات الديزل ووقود الطائرات من الهند وتركيا.

وفي ظل نقص إنتاج أوروبا المحلي لهذه المنتجات، قال خبراء إن السوق تواجه تحديات لوجستية أكبر في تأمين الإمدادات، مما يزيد من الضغوط السعرية.

من جانبه، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فرض عقوبات إضافية على مشتري النفط الروسي إذا لم توافق موسكو على اتفاق سلام خلال 50 يومًا، ما يزيد الغموض حول مستقبل التدفقات النفطية.

وتترقب الأسواق حاليًا أي تحركات من واشنطن بشأن العقوبات، وسط تقديرات بأن تأثير العقوبات الأوروبية الجديدة قد يظل محدودًا بفعل تحديات التنفيذ وعدم الدعم الأميركي الكامل.

ويأتي ذلك في وقت تتعثر فيه مفاوضات استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق، رغم إعلان بغداد استعدادها لاستئناف الشحنات، مما يُبقي التوتر في أسواق الطاقة قائمًا.