أصدرت السلطات الأمريكية، اليوم، تحذيرا من احتمال وقوع تسونامي في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة على الساحل الجنوبي لولاية ألاسكا، وذلك في أعقاب زلزال قوي ضرب المنطقة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».
وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن قوة الزلزال بلغت 7.3 درجات على مقياس ريختر، وشعر به السكان المحليون بشكل واضح، مما دفع الجهات المعنية إلى تقييم مدى التهديد المحتمل للسواحل الواقعة شمال غرب المحيط الهادئ.
من جهته، أعلن مركز التحذير من تسونامي الأمريكي أن التحذير يشمل نطاقًا يمتد من مسافة نحو 64.4 كيلومترًا جنوب غرب مدينة هومير وحتى ممر أونيماك، ما يعني أن عدة مناطق ساحلية باتت مهددة بوقوع أمواج مد عالية قد تضربها خلال وقت قصير.
وتشير التوقعات إلى أن قرية ساند بوينت الواقعة في جزيرة بوبوف، والتي يسكنها نحو 580 شخصًا، ستكون أولى المناطق التي قد تتعرض لموجات تسونامي. وتُعد ساند بوينت واحدة من المجتمعات الصغيرة المنتشرة في سلسلة جزر ألوشيان النائية.
وفي منطقة أونالاسكا، وهي منطقة معروفة بنشاط الصيد ويبلغ عدد سكانها حوالي 4100 نسمة، ناشدت السلطات السكان بضرورة التحرك العاجل نحو مناطق مرتفعة لا تقل عن 50 قدمًا (15 مترًا) فوق مستوى سطح البحر، أي ما يعادل نحو 1.6 كيلومتر داخل اليابسة، وذلك كإجراء احترازي تحسبًا لقدوم موجات مدّ قد تكون مدمّرة.
كما شهد خليج كينج – الذي يقطنه نحو 870 شخصًا ويقع على الجانب الجنوبي من شبه جزيرة ألاسكا – إصدار تحذير مماثل يدعو السكان إلى الانتقال إلى أماكن أكثر أمانًا وارتفاعًا، بعيدًا عن الشريط الساحلي.
وفي سياق متصل، أوضحت إدارة الطوارئ في ولاية واشنطن عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، أنها تواصل التنسيق مع مركز التحذير الوطني من تسونامي لتحديد مدى تأثير هذه التحذيرات على سواحل ولاية واشنطن، مؤكدة أن الوضع لا يزال قيد التقييم.
تجدر الإشارة إلى أن ولاية ألاسكا، أكبر الولايات الأمريكية من حيث المساحة، كانت قد انضمت إلى الولايات المتحدة عام 1867 بموجب اتفاق شراء تاريخي من الإمبراطورية الروسية مقابل 7.2 ملايين دولار.
وتُعرف المنطقة بثرائها بالموارد الطبيعية مثل الذهب والنفط والمعادن النادرة، كما شهدت مؤخرًا جدلًا متجددًا في بعض الأوساط الروسية حول مطالب رمزية باستعادة السيادة عليها، رغم أن تلك المطالب لا تستند إلى أي إطار قانوني دولي.
وتبقى ألاسكا منطقة نشطة زلزاليًا نظرًا لموقعها الجغرافي على حزام النار في المحيط الهادئ، وهو ما يجعلها عرضة بانتظام لمخاطر الزلازل والتسونامي، مما يستدعي دائمًا استعدادًا طارئًا من السلطات والسكان على حد سواء.