2 تريليون يورو.. فون دير لاين تقترح ميزانية قياسية للاتحاد الأوروبي لدعم الدفاع والنمو الاقتصادي


الاربعاء 16 يوليو 2025 | 11:03 مساءً
فون دير لاين
فون دير لاين
محمد شوشة

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، عن مقترح لميزانية ضخمة بقيمة 2 تريليون يورو (نحو 2.31 تريليون دولار) للاتحاد الأوروبي للفترة من 2028 إلى 2034، مشيرة إلى أن الميزانية الجديدة تعكس طموحات أوروبا وتحدياتها، مع تركيز واضح على تعزيز التنافسية الاقتصادية، والصناعات الدفاعية، والتكنولوجيا النظيفة.

ميزانية الاتحاد الأوروبي

قالت فون دير لاين في مؤتمر صحفي من بروكسل: "إنها ميزانية تتناسب مع طموح أوروبا، وتواجه تحدياتها، وتعزز استقلالها.. الميزانية أكبر، أذكى، وأدق، وتركّز على خدمة المواطن الأوروبي، ودعم الاقتصاد، وضمان مستقبل واعد"، وفقًا لرويترز.

ويمثل هذا الاقتراح زيادة ملحوظة مقارنة بالميزانية الحالية التي تشكّل 1.13% من الدخل القومي الإجمالي للاتحاد، إذ تصل النسبة في المقترح الجديد إلى 1.26%، وهو ما يعكس التوجه نحو إنفاق أوسع لتمويل أولويات استراتيجية.

ويأتي التمويل بشكل رئيسي من الدول الأعضاء، لكن المفوضية اقترحت أيضًا مصادر جديدة للعائدات، منها فرض ضريبة على الشركات الكبرى التي يتجاوز صافي مبيعاتها 100 مليون يورو في إحدى دول الاتحاد.

وتحمل الخطة في طياتها صندوقًا جديدًا للتنافسية بقيمة 451 مليار يورو، مخصص لدعم صناعة الدفاع، وتعزيز الابتكار، وتسريع التحول إلى التكنولوجيا النظيفة، مع تخصيص 131 مليار يورو لقطاعات الدفاع والفضاء، بزيادة تقارب خمسة أضعاف عن المستويات الحالية.

وعلى الرغم من التحول في الأولويات، لم تغفل الخطة دعم القطاع الزراعي والتنمية الإقليمية، حيث خصصت 302 مليار يورو لدعم المزارعين، و218 مليار يورو للمناطق الأقل نموًا، بالإضافة إلى 200 مليار يورو للبرامج العالمية، كما اقترحت المفوضية تخصيص 100 مليار يورو لأوكرانيا، بشكل منفصل عن الميزانية الأساسية.

وقوبل المقترح بانتقادات من عدة أطراف، إذ اعتبر وزير المالية الهولندي إيلكو هاينن أن الميزانية مرتفعة للغاية، فيما وصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الخطة بأنها غير عادلة وغير قابلة للتفاوض، واتهم البيروقراطيين العالميين بمحاولة استنزاف أموال أوروبا لصالح أوكرانيا.

أما البرلمان الأوروبي، فرأى أن الميزانية المقترحة غير كافية، محذرًا من خطورة تقليص تمويل الأولويات القائمة لصالح التزامات جديدة. 

وقال النائب سيجفريد موريسان، أحد المفاوضين الرئيسيين في البرلمان: "لا يمكننا أن نحقق المزيد بموارد أقل، الأولويات الجديدة تحتاج إلى تمويل إضافي، لا إلى تقليص الميزانيات القديمة".

وتُعد مفاوضات الميزانية واحدة من أعقد الملفات داخل الاتحاد الأوروبي، إذ تكشف دائمًا عن الانقسامات بين دول الشمال والجنوب، وبين الدول ذات الاقتصادات الكبرى والدول الأصغر، وتشمل محاور النقاش هذه المرة كيفية تمويل الميزانية، وربطها بإصلاحات داخلية، وسداد القروض السابقة التي تم استخدامها لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19.