في خطاب وجهه إلى الشعب الإيراني، أكد الرئيس مسعود بزشكيان أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، مشددا على التزام بلاده بمواصلة المسار السلمي بكل جدية.
وقال إن الحكومة الإيرانية عازمة على توظيف كل القدرات السياسية الممكنة لتفادي تكرار شبح الحرب، والدفاع عن الحقوق الطبيعية للشعب الإيراني في إطار من الحوار والمفاوضات البناءة.
وأشار بزشكيان إلى أن الدعم الشعبي والمؤسساتي الذي تجلى خلال ما وصفه بـ"حرب الأيام الاثني عشر"، مثل فرصة لتأكيد التلاحم الوطني، لافتًا إلى أن وحدة الشعب والمسؤولين كشفت عن قدرة الدولة والنظام على احتواء الأزمات والعبور منها دون انهيارات.
وأضاف أن الحرب لا تصب في مصلحة أي طرف، مؤكدًا أن الجهود متواصلة لترسيخ الاستقرار عبر تعزيز العلاقات الإيجابية مع الجيران والدول الإقليمية والدولية، إلى جانب تكريس الوحدة الوطنية كأساس متين لمواجهة التحديات.
وفي سياق متصل، شدد الرئيس الإيراني على أن بلاده لم تسعَ يوما إلى الحرب، وستواصل الاعتماد على الدبلوماسية الواعية في مواجهة ما سماه بـ"الهيمنة والإكراه"، لكنه في الوقت ذاته وجّه تحذيرًا واضحًا من أن القدرات الدفاعية، وفي مقدمتها المنظومة الصاروخية، لن تكون موضع نقاش أو تنازل في أي مفاوضات مقبلة.
وتعزيزا لهذا الموقف، أعلن وزير الخارجية عباس عراقجي تمسّك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مشددًا على أن القدرات العسكرية الإيرانية ليست مطروحة على طاولة التفاوض، ولا يمكن القبول بإضعافها تحت أي ذريعة.
ويُعد الخطاب الرئاسي الأخير مؤشراً على توجّه استراتيجي واضح لإبقاء التوترات الخارجية ضمن دائرة العمل الدبلوماسي، مع تأكيد متكرر على أن التماسك الوطني هو الحصن الأهم أمام أي تصعيد محتمل.
كما يعكس الخطاب رسالة مزدوجة: دعوة للسلام، ولكن دون التنازل عن وسائل الردع والسيادة الدفاعية، وعلى رأسها البرنامج الصاروخي وحق التخصيب النووي.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران شهدت في يونيو 2025 سلسلة من التجارب العسكرية، شملت صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، وذلك ردًا على هجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية داخل البلاد، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة استمرت 12 يومًا، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة لفرض وقفٍ للقتال.
وكشف هذا التصعيد عن هشاشة الهدنة غير المعلنة، مما دفع الحكومة الإيرانية للتحذير من مغبة الانجرار إلى حرب جديدة، محذّرة في الوقت ذاته من المساس بالقرار الوطني الرافض لمزيد من التصعيد.
واختتم بزشكيان خطابه بالتأكيد على أن الحوار هو الخيار الأول لإيران، لكنه لن يكون بأي حال على حساب منظومتها الدفاعية أو حقوقها النووية، معتبرًا أن الردع الذاتي والتلاحم الداخلي هما الركيزتان الأساسيتان للحفاظ على المسار السياسي والدبلوماسي، وضمان كرامة البلاد وسيادتها.